نعش إليزابيث الثانية في طريقه إلى إدنبره بإسكتلندا ..الآلاف يصطفون للتحية

أحد, 11/09/2022 - 16:38

اصطف آلاف الأشخاص لتوديع نعش إليزابيث الثانية أثناء نقله من بالمورال إلى إدنبره في رحلة بطيئة تستمر ست ساعات الأحد عبر الأرياف الإسكتلندية العزيزة على قلب الملكة الراحلة، قبل انتقاله الثلاثاء إلى لندن حيث ستُقام مراسم دفن رسمية في 19 أيلول/سبتمبر. وتوقف الموكب أولا في بالاتر البلدة القريبة من القصر، ثم في أبردين وداندي قبل وصوله إلى إدنبره، حيث يوضع النعش ليلا في قاعة العرش في قصر هوليرود هاوس، المقر الرسمي للعائلة الملكية في إسكتلندا.

بعد ثلاثة أيام من وفاتها، احتشد آلاف الأشخاص بصمت مع انتقال نعش الملكة إليزابيث الثانية من قصر بالمورال الملكي إلى إدنبره في رحلة بطيئة تستمر ست ساعات الأحد عبر الأرياف الإسكتلندية العزيزة على قلب الملكة الراحلة، قبل أن ينقل إلى لندن حيث ستُقام مراسم دفن رسمية في 19 أيلول/سبتمبر.

غادر النعش قاعة الحفلات في قصر بالمورال حيث توفيت الملكة الخميس، بعدما نقله إلى سيارة دفن الموتى ستة من حراس الصيد في الدارة الملكية. وكانت تلك اللحظات الأخيرة في قصر بالمورال إحدى الدارات الملكية المفضلة لدى إليزابيث الثانية حيث كانت تمضي جزءا من فصل الصيف.

وانطلق الموكب المكون من سبع سيارات بعد ذلك تحت شمس ساطعة. عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش) اجتازت السيارة التي تحمل النعش المصنوع من خشب السنديان بوابة القصر. وقد غطى النعش العلم الملكي الإسكتلندي وإكليل من الورد الجبلي والأضالية وسلة الزهور من حدائق القصر.

ومن المقرر أن يجتاز الموكب خلال النهار نحو 300 كلم في الريف الإسكتلندي على أن يصل إلى قصر هوليرود هاوس، المقرّ الرسمي للعائلة الملكية في إسكتلندا، ويقع في إدنبره، نحو الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش. وسيُنقل نعش الملكة مساء الثلاثاء على متن طائرة إلى لندن.

والموكب البطيء هو الحدث الأول ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنتهي بالجنازة الرسمية في كنيسة وستمنستر في لندن في 19 أيلول/سبتمبر.

وفي قرية بالاتر القريبة، اصطف المئات على جانب الطريق في صمت لدى مرور العربة، وقام بعضهم بإلقاء الزهور على الطريق.

وقالت إليزابيث ألكسندر، التي تبلغ من العمر 69 عاما ووُلدت في يوم تتويج الملكة عام 1953 "لقد كانت مثل فرد من العائلة، يغمرنا الحزن لأنها لن تكون معنا".

من جهته، يقول مارك ليندلي-هايفيلد وهو أستاذ جامعي يبلغ 47 عاما وصل السبت إلى إنفيرنيس على بعد ساعتين نحو الشمال برا، "كان ينبغي أن أذهب إلى بالمورال". وقد ارتدى لهذه المناسبة معطفا له ذيل أسود وقبعة كبيرة. ويضيف "جلالتها قدمت حياتها ووقتها بتفان. تكريمها بشكل تقليدي هو طريقة لشكرها على كل ما فعلته".

وطُلب من الحشود عدم رمي الورود عند مرور الموكب لعدم التأثير على تنظيم آخر رحلة للملكة التي توفيت عن 96 عاما وتحظى بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة.

وأعلن قصر باكينغهام السبت أن مراسم الجنازة الوطنية ستُقام في 19 أيلول/سبتمبر في دير ويستمنستر في لندن، المكان الذي تُقام فيه الأعراس والجنازات الملكية ومراسم تتويج الملوك منذ قرابة ألف عام.

في هذه الكنيسة بالذات تزوجت إليزابيث الثانية التي كانت لا تزال أميرة تبلغ 21 عاما، فيليب ماونتباتن في تشرين الثاني/نوفمبر 1947، كما توجت فيها ملكة في الثاني من حزيران/يونيو 1953.

ويُتوقع حضور شخصيات مرموقة من العالم كله مراسم التأبين بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

سيلقي عشرات آلاف الأشخاص النظرة الأخيرة على الملكة في قصر ويستمنستر حيث سيُسجى الجثمان من 14 إلى 19 أيلول/سبتمبر، قبل بدء مراسم الدفن عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش من صباح 19 أيلول/سبتمبر الذي سيكون يوم عطلة رسمية في المملكة المتحدة.

وكان تشارلز الثالث قد أُعلن السبت ملكا لبريطانيا في وقائع بثت للمرة الأولى على التلفزيون، بعدما أصبح تلقائيا ملكا تلقائيا الخميس عقب إعلان وفاة الملكة.

وأعلن مجلس اعتلاء العرش المنعقد في قصر سانت جيمس، أن "الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج هو الآن، بوفاة جلالتها...  ملكنا تشارلز الثالث... فليحفظ الرب الملك".

وحضر مئات من أعضاء المجلس ومن بينهم رئيسة الوزراء ليز تراس وجميع أسلافها وزوجة تشارلز كاميلا وابنه البكر ولي العهد وليام.

تشارلز على "عهد" والدته

وقال تشارلز الثالث إن والدته "قدمت مثالا للحب اللامتناهي والتفاني في الخدمة" واعدا بالاقتداء بها. وأضاف أنه "يدرك جيدا الواجبات والمسؤوليات الكبيرة" المنوطة بالملك. وشدد على أنه سيبذل كل جهده ليكون على "المثال الملهم" لوالدته.

وكرست الملكة التي تدهورت صحتها في الأشهر الأخيرة، حياتها في خدمة التاج البريطاني. وكانت لا تزال تعمل الثلاثاء حين استقبلت رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي كلفتها بتشكيل حكومة جديدة.

ووُضعت حواجز على طول شارع رويال مايل وحول كاتدرائية سانت جيل التي ستستقبل نعش الملكة.

وقالت لاورا بورنز (49 عاما) العاملة في مجال التعليم والتي جاءت مع أبنائها لرؤية التحضيرات، "قلت لأبنائي إننا نعيش التاريخ. وبما أننا هنا، أردنا النزول إلى حيث ستمر (الملكة)، في الطريق إلى مثواها الأخير".

وأضافت "ذكرتني كثيرا بجدتي بسبب قوتها. سنفتقدها للغاية لكن الحياة تستمر. وأظن أن تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، سيقومان بعمل رائع، لأن هذا عمل، عمل مدى الحياة".