كاميرا (نوافذ) تتجول في أطلال مدينة وادان التي نافست فاس القيروان في ازدهارها / ألبوم صور

خميس, 09/12/2021 - 01:17
مسجد وادان الأقدم والذي تأسس مع المدينة سنة 536للهجرة

نوافذ (وادان ) ــ تستنشق عبق تاريخ الازدهار العلمي والثقافي بموريتانيا ، وأنت تتجول في واحدة من أعرق المدن التاريخية بالمغرب العربي ، إنها مدينة "وَادَان"، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث العمارة الصحراوية والتنوع الثقافي والمكتبات التي تزخر بالمخطوطات الثمينة.

تحولت المدينة التي نافست فاس والقيروان إلى أطلال بالية ، تحدثك دورها الضاربة في القدم وسورها ذو الأبواب الأربعة الذي ما زالت بقاياه قائمة إلى الآن، عن حضارات وأمم مرت بصحراء موريتانيا على امتداد التاريخ، مقدمة لزائرها صورةً عن ماضٍ مزدهر وعمران فريد، وقهر للصحراء .

حين تدخل المدينة القديمة بوادان والتي يعود تأسيسها إلى القرن السادس الهجري، وبالتحديد في عام 536هـ تحكي لك أزقتها وممراتها الضيقة المتعرجة جهود سكانها الذين تحدوا قساوة الطبيعة - حر الصيف وشمسه وبرد الشتاء وصقيعه -، ممرات تأخذك إلى أطول شارع يقسم المدينة إلى شطرين من الجنوب إلى الشمال، ليصل ما بين المسجد العتيق عند سفح مرتفع والجامع الجديد في أعلى نقطة منها، إنه شارع الأربعين عالمًا، تقول إحدى اللافتات المعلقة هناك.

في جولتك بين الأزقة والشوارع بوادان القديمة يستهويك الحجر الجيري الذي شيدت به المنازل العتيقة التي يغطي جدرانها الطين الأحمر، ويشد بصرك أبواب منازلها المصنوعة من خشب السنط الأحمر الأصلي، وتؤطرها زخارف ورسوم وأقواس وأشكال هندسية مختلفة.

ولا تكتمل المتعةدون زيارة "البئر المحصنة" التي حفرها الوادانيون داخل أحد البيوت من أجل تأمين المياه في حالة إغلاق السور خلال فترات الحصار عند التعرض لأي تهديد خارجي قديمًا، وما زالت قلعة وادان ومسجداها يحكيان عظمة الفن المعماري الذي بلغته الحضارة في تلك المنطقة في أثناء ازدهارها.

في جولتك لا وبد وأن تمر بدور  الرجال المؤسسين للمدينة ، حيث تقول الرواية الشفهية إنهم  كانوا يبحثون عن مكان مناسب للتقري والإقامة فوجدوا قدرًا مرمية في سفح الجبل المطل على المدينة، واتفقوا على أداء فريضة الحج أولا على أن يستقروا هناك، نظرًا للموقع الاستراتيجي للجبل والذي يصلح لبناء رباط كانوا قد اتفقوا على تأسيسه بعد عودتهم من الحج.
وقد اختار الحجاج عين المكان حسب الرواية المتواترة بعد استخارة قاموا بها وبعد دفن ثلاثة ألواح في كل من مواقع أطار وشنقيط ووادان ثم توجهوا إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وبعد عودتهم عام 536هـ وجدوا اللوح المدفون في شنقيط قد غطته الرمال، والذي في أطار جرفته السيول، بينما بقي الذي في وادان ثابتا في مكانه فباركوا موضع وادان وشرعوا في تأسيس المدينة وأول عمل قاموا به كان بناء المسجد ثم المؤاخاة بين سكان القرى المتنافرة والمتناثرة في المنطقة.

«كان لوادان دور اقتصادي مهم وشكلت ميناء صحراويا وبؤرة تلاق بين القوافل القادمة من الشمال الأفريقي، وتلك القادمة من منطقة الساحل فكانت مركز تبادل تجاري وذاع صيتها مما أثار اهتمام الأوروبيين فقدم إليها البرتغاليون سنة1484 وأسسوا مركزا تجاريا على بعد عدة كيلومترات منها ومكثوا سبع سنوات».

كاميرا "نوافذ " تجعلك تستنشق عبق التاريخ وتعيش أيام العز والازدها مع الأربعين عالما الذين مروا من هنا وتركوا الأثر ، تابع معنا حكاية الازدهار العلمي والحضاري الذي عرفته وادان في ألبوم الصور المرفق 

بهو المسجد الأقدم بوادان
المسجد الأقدم بوادان من الأعلى
مخطط مدينة وادان
منارة المسجد العتيق بوادان تم تشييده في العام 1835م وبني في أسبوع واحد
بداية شارع الأربعين عالما
الصخرة التي كان يغلق بها باب السور قبالة شارع وكيّه
المدينة القديمة
المدينة القديمة من الغرب
المدينة القديمة من ناحية دور المؤسسين
باب الصفيه
جانب من أطلال المدينة القديمة
أطلال المدينة
إحدى بوابات السور
جانب السور الغربي
المدينة من الأعلى
بعض أسقف المدينة
جانب من أطلال المدينة