في يومه العالمي.. تعرف على أعراض ألزهايمر وأين وصل العلماء في تطوير العلاج

ثلاثاء, 21/09/2021 - 07:19

يوافق اليوم العالمي لمرض ألزهايمر 21 سبتمبر/أيلول من كل عام، والذي يُعد أحد أكثر أنواع مرض الخرف انتشاراً حول العالم، فما هو هذا المرض؟ وما أعراضه؟ وأين وصل العلماء في تطوير علاج له؟

ألزهايمر هو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا، يصيب الكبار عادة، وهو مرض يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تراجع قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية، يبدأ ببطء ويشمل أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والذاكرة واللغة.

وكثير من الناس يخلطون بين ألزهايمر والخرف، ويظنون أنهما مسمى لمرض واحد، ولكن هذا غير صحيح، فالخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحدث لدى الشخص وتشمل تراجع اثنتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة، أما ألزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.

أخذ المرض اسمه من الدكتور الألماني "ألويس آلتسهايمر" الذي وصفه عام 1906، بعدما لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امرأة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وشملت الأعراض فقدان الذاكرة ومشاكل في النطق.

وعادة ما يصيب ألزهايمر من هم فوق عمر الستين عاما، ويبدأ في صورة أعراض خفيفة مثل النسيان ومشاكل في استعمال اللغة. ولكن مع تطوره فإن الأعراض تتفاقم، إذ قد لا يعود المريض قادرا على التعرف على أفراد أسرته، أو قد يواجه صعوبات في التحدث والقراءة والكتابة، كما قد ينسى كيفية القيام بالمهام البسيطة الروتينية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وكيف يمشط شعره.

الآلية

  • التغيرات في الدماغ تبدأ قبل عقد أو أكثر من بدء ظهور الأعراض على المصاب.
  • يبدأ تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى "بيتا أميلويد" وألياف مكونة من "بروتين تاو" في الدماغ.
  • مع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية، تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ.
  • مع الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل.
  • في النهاية تموت الخلايا.
  • مع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.

عوامل الخطورة

  • العمر، فمعظم حالات ألزهايمر تحدث عند سن 65 أو أكثر، ونصف الذين يبلغون 85 عاما أو أكثر يصابون بألزهايمر.
  • الجينات، فبعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية نادرة، وهؤلاء يصابون بألزهايمر في الأربعينات أو الخمسينات من العمر، أي في سن مبكرة.
  • وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ.
  • النساء أكثر عرضة لـ ألزهايمر من الرجال، وذلك لأنهن عادة يعشن عمرا أطول.
  • معاناة الشخص من الضعف الإدراكي المعتدل (mild cognitive impairment) قد تزيد احتمال إصابته بالخرف وألزهايمر.
  • التعرض لرضوض أو إصابة في الرأس.
  • الخمول.
  • التدخين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • داء السكري غير المتحكم به بشكل جيد.
  • نقص النشاطات الاجتماعية.
  • تناول حمية قليلة من الخضار والفواكه.

الأعراض

  • النسيان، الذي يشمل المواعيد أو الأحداث أو المحادثات.
  • تكرار الجمل والأسئلة، إذ لا يعرف الشخص أنه قد قال هذه الجملة أو سأل هذا السؤال من قبل.
  • صعوبة في التعرف على الأماكن المحيطة، مما قد يؤدي إلى ضياع المصاب في أماكن كانت مألوفة له.
  • صعوبات في اختيار الكلمات للنطق والكتابة.
  • مشاكل في التفكير، مثل عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية للأسرة ومتابعتها.
  • صعوبة في القيام بأمور مألوفة مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
  • الاكتئاب.
  • تقلبات في المزاج.
  • الأوهام، كأن يعتقد المريض أن شيئا ما قد سُرق.
  • تغيرات في نمط النوم.

بحث جديد

توصلت دراسة حديثة بجامعة كيرتن في بنتلي بأستراليا، إلى أن بروتين الأميلويد الذي يصنعه الكبد طبيعياً يلعب دوراً مهماً في ظهور مرض ألزهايمر وتطوره.

ونقلت الدراسة دويتشه فيله، وقالت إن نتائجها نشرت بالمجلة العلمية "PLoS Biology" ونشر تفاصيلها موقع "heilpraxis" الألماني.

وأظهرت الدراسة أن تراكم الأميلويد يؤدي إلى الفقدان التدريجي للخلايا العصبية أو وظيفتها، والذي قد يؤدي بدوره إلى موت الخلايا أو ما يسمى "التنكس العصبي" وزيادة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

كيف يصل بروتين الكبد الدماغ؟

وتوصل فريق الباحثين إلى أن هذا النوع من البروتين ينتقل في الدم عن طريق البروتينات الدهنية الغنية بالدهون الثلاثية، تماماً كما هو الحال عند البشر، ونهاية المطاف يصل البروتين إلى الدماغ عبر الأطراف.

وقد تحدِث نتائج هذه الدراسة تقدماً مهماً نحو فهم ألزهايمر، وكذلك البحث عن علاجات له. وأوضح الباحثون أن معظم نماذج المرض حتى الآن تركز على فرط إنتاج أميلويد بيتا في الدماغ.

غير أن الباحثين لا يعتقدون أن الغالبية العظمى من مرضى ألزهايمر أصيبوا نتيجة عامل ترسب بروتين أميلويد بيتا في الدماغ. بدلاً من ذلك، قد تلعب عوامل نمط الحياة دوراً أكثر أهمية، بما في ذلك اتباع نظام غذائي عالي الدهون، والذي يمكن أن يسرع إنتاج بروتين أميلويد بيتا في الكبد.

بصيص أمل

لا يزال من المبكر جدّا إبداء أمل مفرط، غير أن مشروع دواء لمكافحة ألزهايمر سجل نتائج واعدة قد تشكل تقدما بارزا، وسط تعثر الجهود المبذولة منذ حوالي 20 عاما بحثا عن علاج لهذا المرض.

وأعلنت رئيسة الشركة الناشئة "إيه سي إيميون" التي تطور علاجا ضد ألزهايمر، بالاشتراك مع فرع لمجموعة الأدوية العملاقة السويسرية "روش"، متحدثة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "هذه النتائج.. مشجعة بصورة خاصة وتمثل سابقة على أكثر من صعيد".

وتعمل المجموعتان على تقييم فعالية ما توصلت إليه أبحاثهما، بعدما أعلنتا نهاية أغسطس/آب عن نتائج أولية إيجابية ما زال يتعين نشرها بالتفصيل ومراجعتها بشكل مستقل.

وإن كان الإعلان مثيرا للاهتمام، فلأن الجزيء "سيمورينماب" موضع الأبحاث يتبع خيطا قلّما تم تقصيه في سياق البحث عن علاج لمرض ألزهايمر، وهو مجال تتعاقب فيه المحاولات الفاشلة منذ نحو 20عاما.

فيتركز عمل هذا الجزيء على القضاء على لويحات تشكلها بعض البروتينات المعروفة باسم "أميلويد بيتا" في دماغ المصابين، وهي واحد من العاملين الأساسيين لمرض ألزهايمر إذ يضغط على الخلايا العصبية.

لكن هذا الخيط من الأبحاث قلما أعطى نتائج حتى الآن، باستثناء علاج توصلت إليه شركة بايوغين المتخصصة في معالجة الأمراض العصبية، وأذنت به السلطات الصحية الأميركية هذه السنة من غير أن يكون هناك إجماع حول فائدته العلاجية.

ويتركز اهتمام العديد من المختبرات منذ عدة سنوات على معالجة العامل الثاني المسبب لمرض ألزهايمر، وهو السلوك الشاذ لبروتينات أخرى تعرف باسم "تاو" موجودة في الخلايا العصبية، حيث تتكتل لدى مرضى ألزهايمر إلى أن تؤدي إلى موت الخلية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية