التحويلات الدبلوماسية : دربي باريزي ..وسفير معتمد مقيم بنواكشوط ..ووظائف ترضية للمغادرين ...

سبت, 27/02/2021 - 18:54

نوافذ ( نواكشوط ) _ جاءت حركة التحويلات التي طالت رؤساء البعثات الدبلوماسية الموريتانية وفية لما استقر في عرف الأنظمة السياسية الهجينة التي عرفتها موريتانيا منذ صدور دستور 20 يوليو 1991؛ فالأنظمة المنبثقة عن ذلك الدستور امتازت بمزاوجتها بين شرعية قوة مصدرها الهيمنة على المؤسسة العسكرية وتوظيفها في الوصول للسلطة والاحتفاظ بها، إضافة لشرعية صناديق الاقتراع التي يدفع الحكام مقابلها امتيازات تغدق على الزعامات التقليدية وقيادات مراكز التأثيرفي شكل تعيينات في الوظائف قيمة العائد ومنح رخص الاستغلال والتنقيب ،أو من خلال إعفاءات من الضرائب والجمركة.
مست حركة التحويل عشرين سفيرا؛ منهم أحد عشر حولوا إلى دول جديدة، وأعيد لأرض الوطن بموجبها أربعة خدموا فى: موسكو والكويت وآبدجان والجزائر، فى حين أدخلت الحركة إلى دائرة العمل الدبلوماسي خمسة سفراء تم انتدابهم لرئاسة البعثات الموريتانية في: روسيا، دولة الكويت، ساحل العاج، مصر واسبانيا.
هي ثالث وأوسع بصمة يضعها الرئيس غزواني على الدبلوماسية الموريتانية منذ توليه السلطة في بداية أغسطس 2019، لكنها كما تقدم لا تشذ عن القاعدة، أو القواعد التي تطبع التعيين في الوظائف العامة.
لا مجال لقراءة في أبعاد ما تم من تبادل وإعفاء وابتعاث؛ فالصدفة سيدة الموقف بحسب المراقبين : فلا تقويم للأداء الدبلوماسي، والحقل إضافة لتوظيف توزيع المسؤوليات داخله ثمنا لولاء الشيوخ والمشايخ التقليديين هو: منفى سياسي أو رفع للتداوي أو حظوة لذي علاقة خاصة.
من بين المعينين الجدد من هو خريج معهد للتكوين الفني مقره إحدى مقاطعات العاصمة، ومن تخصصه هندسة الطرق والجسور وبتكوين متوسط ليس إلا، منهم كذلك مختصون في الفندقة وبتكوين متوسط كذلك، وغيرهم من لم يعرف له تخصص.
 التعيينات في السلك الدبلوماسي اختير لها الوقت الخطأ؛ فبالنسبة للدبلوماسيين وأسرهم جاءت التحويلات والإقالات في بحر السنة الدراسية ما سيؤدى لاضطرابات قد ترافق آثارها السلبية بقية مسيرة أبنائهم الدراسية.

وعلى المستوى الصحي فظروف كورونا ليست الأنسب لأي قرارات تترتب عليها تنقلات لأسر بأكملها، مؤكد أنها ستحتاج في مباشرة إجراءات مغادرتها للدول المضيفة لها للتخلي عن الحذر المفروض بفعل الوضعية الصحية، وستواجه نفس الخطر بفعل حاجتها لترتيب وضعية الإقامة في الدول الوجهة.
غير ذلك كشفت التعيينات بشكل فج درجة استئثار أبناء الخيم الكبيرة (محمد الراظي-سيدي هيبة –الشيخ القاضي –الديه – با –أحمد عيشة –التيس –مولاي الزين –أوفى ...) بكل التعيينات داخل حقل على تماس بالعالم الخارجي ، ويفترض مؤهلات موضوعية في القائمين عليه.
 التعيينات الدبلوماسية وإن كانت أعادت للعمل الدبلوماسي شخصيات سبق استوزارها أو تعينها سفراء من الرئيس عزيز، إلا أنها مع ذلك حملت إشارات سلبية لاثنين من آخر من كان عين من السفراء قبل مغادرته للسلطة؛ فابن عمه السفير في جاكرتا الآمنة حول إلى صنعاء المتمنعة على الرئيس اليمني نفسه، ما قد يضطر السفير الشاعر لأن يكون السفير الموريتاني لدى اليمن المقيم بانواكشوط. 
أما السفير ولد باية، فقد أصبح له شريك لدود سيجعل باريس تضيق عليه كما لم تكن من قبل، فولد النني المعتمد رسميا لدى اليونسكو لن يقتصر دوره على علاقات موريتانيا بالمنظمة الأممية المتخصصة، بل يرجح أن يكون قناة النظام الفعلية مع الفرنسيين.
أغلب من أنهي ابتعاثهم عائدون طوعا وبطلب منهم: فاطمة فال بنت اصوينع –حامد حموني، لكن منهم المعاد كرها، أو على الأقل ليس بطلب منه: محمدن ولد داداه، وفى جميع الأحوال يرى مراقبون أنه لن يقع أي تأخير في توطينهم في وظائف جديدة تليق بهم؛ طلبوها بالاسم أو تمنح لهم مراضاة لهم على ما تم في حقهم دون مشاورتهم!
تم الحديث عن التوجه لتعيين أحدهم على رأس سلطة تنظيم، واسناد هيئة قيد الإنشاء لثان منهم، في حين قد ينضم أحدهم الآخر لديوان رئيس الجمهورية.
في جميع الأحوال، كان الرئيس غزواني صريحا وصادقا حين صرح لإذاعة أجنبية عقب تسلمه السلطة أنه لم يأت بفعل ثورة، ومن يعتقدون خلاف ذلك ويرون أنفسهم قوى التغيير الحقيقي لم يصوتوا لبرنامجه الانتخابي، لذلك من غير المنصف أن يطالبه أولئك أو ينتظروا منه تبني رؤيتهم الإصلاحية والتخلي عن النهج الذي أوصله لتسيير دفة الحكم وسيضمن له الاحتفاظ بها.