ولد الغزواني "الرئيس الصامت الثرثار"

جمعة, 20/11/2020 - 18:05

عبد الله ولد أشفاغ المختار

ولد الغزواني "الرئيس الصامت الثرثار"
أكد لي أحد المسؤولين السامين أن ولد الغزواني يهتم بتوجُهات الرأي العام منذ الوهلة الأولى لتسلمه السلطة، وساقَ العديد من الأدلة على استجابة الرئيس للمطالب التي تُجمع عليها شوارع فضاء فيسبوك ( معارضة ومولاة) وتحديداً تلك المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، غير أنه لا يُعير أي اهتمام لما لم تُجمع عليه النخبُ الواعية، بمعنى أنه يُحجم عن اتخاذ أي قرارٍ في المسائل الخلافية غير المهمة، حسب المسؤول السامي.
قلتُ لمُحاوري: هناك أمورٌ نُجمع عليها، ولا تُعيرونها أي اهتمام، وأعني تحديداً عدم عزل المشتبه بصلاتهم بالفساد، أو إعادة الثقة فيهم: تلعثمَ المسؤول وقال: جديّة الرئيس واضحة في محاربة الفساد، بدليل إقالة حكومة كاملة لتمكين العدالة من القيام بالتحقيقات الكافية في الشُبه.. محاربة الفساد كانت في الماضي شعارات وتصفية حسابات عن طريق محكمة الحسابات، واليوم تتم مؤسسياً، والشُبه تطلقُ جزافاً، وأحياناً بدون دليل.
قلتُ: أتحدّثُ، على الأقل، عن الذين وردت أسماؤهم في تقارير لجنة التحقيق البرلمانية؟ قال: هناك تفاوتٌ في مستوى المسؤولية، والمتهمُ بريء حتى تثبتَ إدانَتُه، والأمرُ للعدالة في نهاية المطاف ولستُ على اطلاعٍ بالملف .. أعرفُ فقط أنه في زمن غزواني لن يُظلمَ أحدٌ.. لن يُضَيّقَ على أحد.. نعلمُ جميعاً أن هناك من جمع أمولاً طائلة بدون وجه حق.. هناك من كان قبل عشر سنواتٍ لا يمتلك غير حمّامٍ بُخاري، وليس لديه أيُ نشاطٍ تجاري آخر، وهو اليوم من أغنى أغنياء إفريقيا.. نحن نقرأ كل شيء فعلاً، ولكن لا نهتم لتناقضات رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وكيل بعضهم بمكيالين وقف مزاجه الشخصي.
ضحكتُ حتى خرجتُ عن وقاري المُتَكَلّف، وقاطعتُ المسؤول: هل تقرؤون كل شيْ على الفيسبوك فعلاً؟ فردّ عليّ: الرئيس بالتأكيد ليس لديه وقتٌ لمتابعتكم، وربما لا عِلمَ له ببعض هذه التفاهات.. نعم، نُسلّم له يومياً إيجازاً بأهم ما ورد في الصحافة الوطنية والدولية من أمور مهمة..أحياناً نُبلُغه باتجاه بوصلة أغلب المدونين الوطنيين .. وغالباً تضيع بوصلتكم.. أحياناً يدون أحدكم مُطالباً الرئيس بضرورة إجراء جولات للاطلاع على أحوال المواطنين.. بعد فترة ينسى طلبه ذلك ويكتب لماذا هذه الجولات؟ منهم من يكتب لماذا لا يتكلم الرئيس الصامت؟ وبعد فترة تجدهم يكتبون "الرئيس الثرثار"... الآن أقرأ تناقض بعضكم: مرة يكتب: لماذا لا تتخذ الحكومة إجراءات صارمة ضد تفشي كورونا؟ وهو الذي كتب قبل أيامٍ" ليس بوسع المواطنين العودة للإجراءات الوقائية الصارمة؟
عدتُ لصلب الموضوع وقلتُ لمحاوري: لا أحدَ يرضى مثلاً عن تعيين "جا ملل"، فقال: هبْ أنه لم يكن جا ملل؟ هبْ أنه يحيَ ولد حدمين أو مولاي ولد محمد لغظف أو اسماعيل ولد بدّه ولد الشيخ سيديا؟ من كان سيقوم بكل هذه الزوبعة؟ في أقصى الأحول ربما سوف تنقسمون بين ممجد ومندد فقط.
لم أقتنع طبعاً.. قال: لن تقتنع، لكن لو تم تعيين أحد أبناء عمومتك المفسدين ، فلن تتردد في القول إنه "الرجل المناسب في المكان المناسب".. منكم الآن من يُبَخسُ قرار استيراد السيارات القديمة التي سيستفيد منها الفقراء بحجة أنها مُضرة بالبيئة.. أذكّرك فقط أن الرئيس الأمريكي دونالد اترامب أخرج واشنطن من معاهدات البيئة، ونصفُ الأمريكيين يكفرون بالبيئة ويؤيدون ترامب..أي بيئة ستتضرر من سيارات موريتانيا ولم تتضرر من صناعات أوروبا والصين والولايات المتحدة؟ ثم إن قطع غيار السيارات التي نتحدثُ عن السماح بوصولها الآن، بما في ذلك مُحركاتها كانت وماتزالُ تصل بكميات كبيرة.. ما الفرق؟.. أحدكم اليوم كتب" لا خير في رئيس يُنصتُ لوجهات نظر أطر مفسدين ويعد بالاستفادة منها" وهو يقصد أطر ولاية كيهيدي أو كيدي ماغه.. هل ينتظر هذا المدون من الرئيس أن يُنصتَ فقط لوجهة نظر المدونين ويستفيد منها؟ منكم حتى من يكتب "غزواني الرئيس النائم" وعندما أقول لك أنني التقيهِ يوميا في مكتبه الساعة الثامنة والربع صباحاً ربما تقول لي إنه لم ينم بعد، وأنه ربما ينام الصبيحة.. أقول لك إنني التقيته زوالاً وأحياناً بعدَ الظهر، وستقول لي إنه ربما استيقظ للتو.. هل على الرئيس أن يقوم ببث مباشر في الصباح الباكر ليقول لك إنه ليس نائماً؟ منكم أيضاً من يُحمل الحكومة مسؤولية زواج المنقبين عن الذهب من نساء ازويرات..
قاطعتُ المسؤول: صحيح، لماذا لا تبذلون جهداً في البحث عن الرجال الذين فروا عن زوجاتهم في ازويرات؟ فتهللت أساريره لأول مرة في هذا الحوار، وانشغل عني بمكالمة هاتفية.