نوافذ (نواكشوط ) ــ في أحد شوارع مدينة ألاك عاصمة ولاية لبراكنة وأمام محله المتواضع الذي يزدحم بالأحذية التي تناثرت بجميع أجزائها ، يجلس أعليوة ولد بوشامة البالغ من العمر (45) سنة منهمكا في تصليح وخياطة الأحذية في مهنة لايزال يداوم عليها منذ أكثر من( 24) سنة .
وغير بعيد من أحد أكبر أسواق مدينة ألاك (السوق الكبير في حي ليبيرتي )يجلس أعليوة أسفل أحد العقارات في مكان ضيق قابعا بين أحذيته التي يعتبرها كل شيء بالنسبة له ، فبها يحيى وفي سبيلها يموت ، يتحدث عنها بفخر شديد معتبرا أنها هي بداية مستقبله حتي وان كانت لاتدرعليه الكثير من الأموال .
أعليوة ولد بوشام أكد أن مهنة إصلاح الأحذية شكلت ملاذا آمنا بالنسبة له ، من خلالها يوفر لقمة عيش عائلته مع بعض الاحتياجات الأخري ، كما أنها ــ وذلك الأهم ــ تمنعه من سؤال الناس ــ أعطوه أو منعوه ــ .
لا يخفي أعليوه وهو يتحدث لــ"نوافذ" أن مهنته محفوفة بالمخاطر ، وفي طريقها العديد من المشاكل لعل أبرزها الغياب الكلي لأي شكل من أشكال الدعم .
وكغيره من المواطنين الموريتانيين يحرص أعليوة علي احترام الإجراءات الاحترازية المتخذة لمحاربة جائحة كورونا ، حيث يواظب على غسل يديه بالماء والصابون من حين لآخر ، ويضع الكمامة ويفرض التباعد الاجتماعي على زبنائه الذين يتوافدون عليه من كل مكان ومن مختلف الأعمار، وتتعطل كل أعمالهم إذا لم يجدوه فقصة وفائهم له لا يماثلها إلا وفاؤه لمهنته .
هكذا استطاع اعليوة أن يعتمد على نفسه ويطورها محققا النجاح في مهنته التي عشقها ، وهو مصمم على مواصلتها حتي يرث الله الأرض ومن عليها .
من ألاك أحمد سالم ولد ألمين لموقع نوافذ
