القاضي أحمد ولد المصطفى يكتب : أَهَلْ لَخْلَتْ بُتِلِمِيتْ..

سبت, 04/04/2020 - 00:35

أَهَلْ لَخْلَتْ بُتِلِمِيتْ..
فِي بتلميت: تُثبتُ الأخبار والروايات قديمًا وحديثًا، عن الثقات وغيرهم، ويُثْبِتُ الواقع ذلك أحيانًا تَوَطُّنَ أَهَلْ لَخْلَ، في أماكن بالمدينة وحولها، حيث تفيد تلك الروايات بوجود أحياء كبيرة مزدهرة منهم..
من تلك الأماكن: زِيرَتْ بَكَّلْ، وهي عَلْب بتلميت المباشر الساحلي، وأيْگْنِينَ، وهي مع گَود بتلميت من تَلْ قبل رياض البعلاتية، ومنطقة أخرى وسط الگود بين مساكن الإنس، تغني شهرتها عن ذكرها..
في أعالي المدينة مناطق أخرى أكثر شهرة بأهَلْ لَخْلَ، منها منطقة سكانها منهم من أهل السطوة والبأس، ولهم دُعابة وظرافة، يحكى أن أحدهم سأله مُكثر من أهل لخيام إن كان يعرف تلك المنطقة، فرد عليه: ذَاكْ بعد إفَكَّرْ..
في منطقة بتلميت أيضًا: قبر صَالِحْ تنْدِرْشِينْ، وهو حسب الأسطورة المحلية مؤمن بدري من الجن شهد بدرا، أصيب وشَالْ أجْرَاحْ، وتوفي في المنطقة المذكورة شهيدا، يقتضي صلاح هَمِّ زائره - حسب الأسطورة المحلية دائما ـ أن يضع خَشْبَايَ عند قبره، ومن قصته استوحى شاعر موريتانيا وأديبها الكبير  أحمدُّ ولد عبد القادر اسم روايته: القبر المجهول..
يَرْوِي شاعرنا الكبير أحمدُّ ولد عبد القادر حفظه الله في مُلَحِه الشيقة حكاية، فيها أن حَيًّا من أَهَلْ لَخْلَ ذات  تنقل له بين لگْوَاربْ و بئر وَادْ وُرْگْ، تطوع رئيسه لصديق له من الإنس باصطحاب شيخ من قرابته إلى مضارب أهله في المنطقة بين البلدتين، فحملوه على عَتْرُوس، وعندما أوصى قريبه الإنسي صديقه الجني بالرفق به، صاح بأهل الْمَرْحَلْ: أمْشُ بيه بشُّورْ كَافِيهْ مَشِ أرْشَ المَگْطُوعْ، وصل الشيخ إلى حيه، ولكنه أصيب في سمعه، بفعل ذَاكْ الْمَشِ..
وَادْ وُرْگْ بئر مشهورة شمال بتلميت، من منازل الأحرار في مفهوم الشيخ سيد محمد ولد السيخ سيديَّ(سِيدْنَ) رحمه الله، وَ إليه، وإلى مواضع شهيرات في محيطه حَنَّ شاعر الحسانية المُجيد المحب المهاجر بحبه أفَّيِّلْ ولد العايش رحمة الله على روحه في بُعُمْرَانيته الرجائية الرقيقة، التي منها: 
رَدْنِ لَتْرَابْ اللِّيعَاتْ :: دُونْ يَلَّل شَيْن المَيْمُونْ 
لَينْ تَنْعَتْلِ تَنْدَوْجَاتْ :: وَادْ وُرْگْ، أُفُمْ المَيْمُونْ..
لا أعرفُ بالضبط واقع أَهَلْ لَخْلَتْ بُتِلِمِيتْ، لكني أُخَمِّن أنهم ـ وقياسًا على إنسه ـ سيكون لهم حضور مشهود في شؤون عالمهم الجِنِّي، على المستويين الوطني والدولي، منذ عام 1827 ميلادية إلى اليوم..
اللهم ارفع عنا البلاء، رفعا لا يغادر منه شيئًا..