الاجراءات الوقائية  للحد من كورونا ... مخاطر من نوع آخر 

ثلاثاء, 17/03/2020 - 18:24

قد يرى البعض انه من العادي جدا اعلان اجراءات احترازية دقيقية و ناجعة من قبيل تعليق الرحلات الجوية  و اغلاق المنافذ البرية او الحد منها و تشديد،الرقابة عليها اضافة الى حجز كافة الوافدين من خارج الحدود،و قد بدى الامر مثيرا للقلق عند اول خزمة من الاجراءات طالت توقيف الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية على التراب الوطني.
و من هنا نبدء  رحلة المخاوف و القلق الحقيقية بعد توقيف الرحلات هل فكرت الدولة في مصير حمالة المطار مثلا، هاؤلاء معيلوا الاسر لا قوت لهم و لا مورد الا من خدمات امتعة المسافرين، الرئيس الفرنسي اليلة في خطابه التاريخي للشعب الفرنسي استخدم كلمة " اننا في حرب" اكثر من عشر مرات و قال بالحرف الواحد "سنقوم بحماية مواطنينا المتضررين و لن نترك اي مؤسسة فرنسية  للافلاس " هذا ما يتضمن بان كل اجراء يمس من حياة المواطنين يصاحبه اجراء تآزري من طرف الدولة حتى تتجنب الفوضى التي تفرضها مثل هذه الاوضاع. فقد اتت الحزمة الاولى من الاجراءات بالكثير من المخاوف و الرعب  يظهر ذلك عند ابواب الصيدليات لاقتناء الكمامات و المعقمات و اخطر من ذلك عند كبريات الاسواق لاشتراء مستلزمات التغذية و تخزينها و هناك من قرروا  الاعتزال في منازلهم  دون مرض لكن هاجس الخوف جعلهم يحبسون انفاسهم في البيوت... يعود هذا الى طبيعة التعامل مع هذه الامور بالنسبة لشعب حديث العهد بالبداوة و قليل التجارب مع الازمات و لله الحمد و المنة، فجرعة التخويف التي اعطيت للمواطن الموريتاتي اقوى من عقله البسيط و لن يتعامل معها كما يتعامل الشعب الفلسطيني مع القصف الاسرائيلي حيث يدخلون الملاجىء و عند انتهاء القصف يعودون لحياتهم العادية ...فيجب ان نعرف بان هناك الكثير منا من يعيش على الانشطة التي تنظمها بعض الجهات و قد خلا من عقود و دخل جراء توقيف هذه الانشطة و العكس صحيح فاصحاب الانشطة التي تم حذرها و التراخيص التي تم الغاؤها  هم الاخرون يعانون من هذا التوقيف و الالغاء و قد اعطى هذا الاجراء  انعكاسات سلبية   اذا لم تتدارك الدولة هذه الخطوات و هو امر يتطور باتجاه المزيد من التعقيد في الايام القادمة  ما ينذر بازمة حقيقية لا تتعلق بالحد من انتشار فيروس كورونا فقط  و انما بتداعيات الاجراءات المصاحبة للحد من  انتشار هذا الفيروس ،هناك في حزام الفقر المحيط بالعاصمة يتساءلون ماذا يجري هناك في نواكشوط عند الذين يبالغون في شراء المخزون الغذائي يشكل هذا هلعا و قلقا شديدا  لدى الفقراء الذين لا يجدون " مبيت ليلة واحدة "  و هم ينظرون الى الدكاكين و قد افرغ بعضها من المواد الاساسية، هل وضعت الدولة خطة موازية لدعم دكاكين امل او تقسيم "اسعافات" مساعدات مالية و غذائية كافية و بطريقة شفافة و اكيدة الوصول الى المواطن المحتاج لها ..فيجب وضع استيراتيجية سريعة  لمعالجة الازمة من جميع جوانبها،المباشرة و غير المباشرة نحن شعب لا يعرف مثل هذه الازمات و قد يكون له تفسير اخر  غير الذي نراه بالعين المجردة.

أحمد ولد محمد الأمين / المدير العام لقناة شنقيط