الــــحُــمَّى والحَـمَّام وحمَّالاتُ الذهب !!

جمعة, 23/10/2015 - 11:05

لا يقتنع سكان العاصمة الموريتانية بمقولة "درهمُ وقاية خيرٌ من قنطار علاج"،وإلا كانوا اتَّقَوْا الحُمَّى بجلسة استحمام وتدليك أسبوعية – على الأقل- بأحدِ حمَّامات المدينة، ويُستحَبَّ أن يكون "حمَّامَ (ه)".

إنني أنصح مواطنيَ فى انواكشوط – مقيمين وزائرين- بارتياد هذا الحمَّام طواعية قبل أن يُرغَموا على ذلك بمرسوم رئاسي، أو تعميم وزاري، أو فتوى مؤصَّلة بوجوب الإستحمام عند ولي الأمر.

حتى الدبلوماسيون والمستثمرون الأجانب قد يُشتَرَطُ لقبول أوراق اعتمادهم وملفاتهم، وقبل الوقوف بين يديْ ولي الأمر، المرورُ بحَمَّام(ه) وجلْبُ وصلِ "استحمام" موقَّعِ ومختومٍ من " كَسَّالٍ" و مُدلِّكٍ معتمد.

ولو نجح النظام الموريتاني فى التعبئة للإقبال الشعبي والرسمي على " التكسال والتدليك" لأَعاد الحياة إلى المصدر الرئيسي لدخل(ه) الذي تَخَلَّى عنه"ه" فى عز الطفرة المنجمية وتعدُّد روافد التحصيل.

حاشى لله أن أتخذ أيًّا كان هزؤا ، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، و ليس عيباً أن يعود (ه) إلى "مصدر الدخل الأول"، الذي قد يكون تَصدَّر بيانَ الإقرار بممتلكات(ه)، فالعمل كله شرف، وهناك من يفخر- وحُق له- بأن مصدر دخله الأول كان "شكوة" أو "حزمة من النعناع"، و أنه عاش كريما ومهيبا بين الناس.

ثم إن العودة إلى " أصل الدخل الأول" باتتْ أمرا لا مناص منه، فشركة "سنيم" لم تعد قادرة على تقديم سلفة لا تُرَد، فما فى مثيلاتها أحوجُ منها إلى متسلف،وعمالها المُياوِمون (Journaliers) أحرقوا مفتشية الشغل فى ازويرات احتجاجا على المماطلة فى صرف مستحقاتهم، (وهم بهذه الفعلة أصبحوا نظراء للمفسدين بإتلافهم لمرفق عمومي).

وقيمة صادرات شركة السمك (SMCP) عند نهاية الشهر المنصرم لم تتجاوز 207 ملايين دولار، والمرجَّحُ أن تنحية مدير شركة (MAURITEL) كانت بسبب رفضه تقديم جباية مسبقة للضريبة على القيمة المضافة لإنعاش الخزينة الوطنية المنهكة.

وحدها عائدات " مصدر الدخل الحلال" قد تنجو من الملاحقة، لأنها "ماركة مسجلة" باسم(ه) خلافا لعائداتٍ أخرى لن تكون أقلَّ لعنة من الخمر على زارعها (الوسطاء وجالبو العمولات) وحاصدها (ه) ومعتصرها ( الأسماء الوهمية والواجهات المستعارة) وشاربها ("ه" ومقرَّبو "ه") وحاملها (حمَّالاتُ الذهب وحمَّالو العملات الصعبة)، وبائعها ( المؤتمرون بأمر "ه") ومُبْتاعها (البنوك والفراديس الضريبية فى أنحاء العالم) والمحمولة إليه (وجهات معروفة).

و من سوء حظ (ه) أن الزمرة الذين ستلاحقهم لعنة العائدات المنهوبة قد بدأوا يُفشون أسرار(ه)، من باب التعاون مع المحققين نشدانا لتخفيف العقوبة، واستعدادا للإنفضاض من حول مَن ينعتونه فى مجالسهم الخاصة بأشنع النعوت.

حسابات(ه) خاطئة إذا كان يظن أن الإفلات من الملاحقة ممكن، فالجهات التي حُولت إليها العائدات ستكون مجبرة على إعادتها إلى مالكها الحقيقي (الشعب الموريتاني)، فالحفاظ على العلاقة مع الشعب و الدولة الموريتانييْن أجدى وأبقى من التستر على نظام فاسد و زائل.

على المعارضة – إن كانت وطنية وجادة – أن توجه إلى الدول والجهات التي استُنزفتْ إليها عائدات المناجم والسمك و العمولات والهِبات والمِنح، رسائل معضَّدَة بالوثائق الدامغة : أن أعيدوا إلى الشعب الموريتاني أمواله الموجودة فى بنوككم نقدا، وفوق أراضيكم على شكل أملاك ثابتة ومنقولة.

لا تنشغلوا يا قوم بـــــــــ"حِوار" أشبه بـــــــ"خُوار" عجل بني إسرائيل: لن يكلمكم ولن يهديكم سبيلا، إنه الحَـــوار والبَوار.

نقلا عن صفحة الكاتب باباه بن سيدي عبد الله على الفيس بوك