الاستقالة والجيش ونازلة الشيوخ وولد امخيطير وولاية الصحافة أبرز مضامين مؤتمر الرئيس (تلخيص)

خميس, 23/03/2017 - 02:32

نوافذ (نواكشوط ) ــ براعة استهلال

استهل  الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مؤتمر الصحفي الذي عقده في وقت متأخر من مساء الأربعاء بتوجيه التحية لقواتنا المسلحة وقواتنا في الخارج على دورهما في حفظ الأمن في الداخل والخارج ، قبل أن يتذكر ويترحم على من سماهم بأجدادنا وشهدائنا الذين قاتلوا وقتلوا من أجل موريتانيا مستقرة محافظة على دينها وعلى هويتها وعلى لغتها ...

الشيوخ بين الديمقراطية والأخلاق

بعد تحيته للجيش التي يبدو أنها كانت رسالة للخارج توجه الرئيس بكل قوة إلى الداخل ليقول إن تصويت الشيوخ ضد التعديلات الدستورية ليس ظاهرة صحية وإنما هو إخلال بالأخلاق .

وأكد الرئيس أن هذا التصويت يمكن أن يكون خللا في الديمقراطية كما يمكن أن يكون كل شيء إلا أن يكون ظاهرة صحية .

وأضاف الرئيس أن أغلبية ساحقة من النواب صوتت للتعديلات بينما رفضتها 33 من أعضاء مجلس الشيوخ مؤكدا أن الأغلبية والشعب الموريتاني والمعارضة المحاورة لن يتركوا الأمر لهذه الثلاثة والثلاثين  بل سيفعلون المادة 38 من الدستور ولا رجعة في ذلك .

وأكد الرئيس عزيز أن التوجه إلى الشعب يمليه العقل والدستور وتؤيده الوسائل القانونية الصريحة والواضحة كما أنهم لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تصرف الشيوخ .

وفي ختام مؤتمره عاد الرئيس إلى نازلة الشيوخ ليرفض تصنيفها في إطار معين كخيانة أو بطولة مؤكدا أنها غير متوقعة وخطأ يجب أن يعترف الشيوخ بارتكابه ويعودوا إلى وضعهم الطبيعي في الأغلبية .

هل سينجح من فشل في إقناع الشيوخ في إقناع الشعب ؟

سؤال طرح على الرئيس ليجيب بأن من استطاع إقناع النواب أو أكثر من تسعين في المائة منهم لن يعجر عن إقناع الشعب ، مؤكدا أن الشعب هو الحكم وسيصوت على التعديلات بنسبة تتجاوز 99% ويجب أن نعجل عن ذلك ــ يضيف الرئيس ــ .

الجيش حاكم أم محكوم به

إشكالية الجيش وعلاقته بالسلطة كانت من أبرز المحطات التي توقف عندها الرئيس بعد مروره بالمنتدى وحديثه عن سقوط التعديلات حيث قال الرئيس إن كلام المنتدى ليس أكثر صدقية من بياناته  السابقة وليس ملزما ولا وحيا ولا سماوية لا يسعنا إلا اتباعها .

واستنكر إدمان المعارضة الهجوم على الجيش ووصفها له  بالعسكر مشيرا الى ان الجيش قام بانقلاب 78 وتغييرين بعد ذلك وانقلاب 84 وتدخل 2005 مشيرا الى ان ذلك عزز فقط نفوذ التيارات السياسية وبقي الجيش وسيلة للحكم في ظل صراع الايديولوجيات وان من قاموا بتغيير 2005 حرصوا على الابتعاد عن الايديولوجيات والصراعات السياسية وسد الباب امامها وان محاولات التيارات السياسية الدخول في تسيير المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية وما انجر عن ذلك من التصويت بالبطاقة البيضاء تمت مواجهته وقتها بالتزام قطعه على نفسه في 2005 في تصريح لاذاعة صوت امريكا تحقق وقتها بعدم ترشح المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية والانسحاب من السلطة اثر انتخابات رئاسية وظل الجيش بعيدا عن الحكم او الاستغلال في الحكم، متفرغا مهامه داخليا وخارجيا لاول مرة في ظل رفع قدراته وجاهزيته وبعده كل البعد عن المزايدات السياسية.

وأضاف أنه كان يؤلمه واقع الجيش ذلك أنه لم يكن  هنالك ما يشبه الجيش سوى كتيبة الحرس الرئاسي الوحدات التي كان وحين وصل إلى السلطة أعطى الأولوية للجيش إعدادا وتكوينا وهو ما كان له

الاستقالة والإقالة

ولد عبد العزيز أعلن أنه لن يستقيل من منصبه كرئيس للجمهورية، لافتا إلى أنه لا وجه بين ظروف استقالة الرئيس الفرنسي الأسبق ديغول، وظروف الحالية بموريتانيا.

وأضاف أن خبراء القانون الدستوري أجمعوا على أن لرئيس الجمهورية الحق في تفعيل المادة 38 من الدستور من أجل تمرير التعديلات الدستورية عبر استفتاء شعبي.

ودافع ولد عبد العزيز مجددا على الانقلاب العسكري الذي قاده في 2008 وأطاح بالرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، مضيفا أن انقلابه حينها كان لمصلحة موريتانيا، وإن ما حدث حاليا ليس تعطيلا لعمل البرلمان، بل مسار قانوني نص عليه الدستور.

وعن إمكانية اللجوء إلى إقالة الحكومة أو بعض أعضائها قال الرئيس  إنه لن يقبل أن تدفعه أي جهة من أجل معاقبة مسؤولين في الحكومة أو في الحزب الحاكم على خلفية أزمة مجلس الشيوخ.

وأكد  أن موضوع معاقبة المسؤولين على خلفية أزمة مجلس الشيوخ، موضوع يخص الرئيس وأغلبيته الحاكمة ولا دور للمعارضة أو وسائل الإعلام في ذلك.

مضيفا:"مثل هذه الأمور تناقش داخليا وهي من اختصاص الرئيس هو من سيقرر العقوبة من عدمها".

الضغوط الخارجية والحوار

الرئيس أكد عدم تلقيه أي ضغوط من الهيئات والدول الغربية بشأن مواقفه التي يتخذها تجاه القضايا المتعلقة بموريتانيا.

وأضاف أنه يهتم بأن يتأكد الشعب الموريتاني من هذا الأمر مبديا استغرابه من أن يكون الرؤساء السابقون له كانوا يتعرضون للضغوط من الغرب، موضحا أنه كان يسمع عن هذا الأمر إلا أنه لم يشاهده.

وشدد عزيز على أنهم طالبوا بالحوار وهذه الوضعية وهذا الانسداد الذي نعيشه سببه أننا كنا ننتظر الحوار وأجلنا الانتخابات لكي تشارك أحزاب المعارضة ولم نأبى عنه أما ما يقولون إنه مسرحيات فانتهينا منه أما منا الاستفتاء والمسؤول هو الشعب وهو الحكم ولا حوار إلا الاستفتاء

ولد عبد العزيز نفى وجود أزمة اقتصادية بموريتانيا قائلا إنها لو كنا ستكون لكان ذلك في 2014م و2015 حين هبطت المواد الأولية التي نصدرها للخارج أما الآن فبالعكس شركة المناجم التي كان من المفترض ان تتوقف وفرت لها الخزانة ما جنبها ذلك ، وليس هنالك أي عجز في الميزانية ، وهذا بفعل التسيير والترشيد .

 الغرب وملف ولد امخيطير

أقر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بوجود تدخلات داخلية في ملف ولد امخيطير مؤكدا أنه لولا التدخل الخارجي في ملفه لكانت بسيطة لكن الخارج دائما يتدخل في كل أمر يمس الدين والتعاطف مع من يسب الدين أو يسي ء إلى الرئيس ...

وأضاف أن  بعض الغربيين طلبوا منه إطلاق سراحه وتعهدوا بالذهاب به عن موريتانيا .

وشدد الرئيس أن الغرب هو من يعطي قيمة لمن ليست لهم قيمة ، وإن المسيئين يريدون من وراء إساءتهم أن تفتح لهم أبواب الغرب

وقال ولد عبد العزيز إن القضية أمام العدالة وحين يكون هنالك ضغوط لن يكون الحكم مستقلا .

وختم عزيز حديثه بهذا الخصوصه بقوله إن مصادر التشريع في القانون الموريتاني كلها من الشريعة الإسلامية .

صحافة الأولياء

الرئيس الموريتاني خصص جزءا كبيرا من مؤتمر الصحفي للسخرية من الصحافة التي قال إنها تستفيد وتسكت لأنها استفادت كما تصعد لأنها لم تحظ بالعناية ، مؤكدا أن الدولة ستنظر في زيادة مخصصاتهم حين يكتشف الغاز .

وقال ولد عبد العزيز إن الدولة أعطت الحرية للصحافة وعليهم أن يعيشوا بها وأن يقولوا ما كان وما لم يكن بعد فقد تحولوا إلى أولياء يعلمون الغيب .

وعن الوضعية الصعبة للقنوات الحرة قال الرئيس إنها مؤسسات تجارية حين تحس بالإفلاس عليها الإغلاق .

الرئيس تحدث في مؤتمر الصحفي عن طريق روصو  قائلا إنها سيبدأ فيها العمل قريبا وإن التعثر الحاصل في أمرها مرده تأخر تعهدات الممولين .

أما الأدوية المزورة فقال الرئيس إن صحة المواطن  مهمة عندهم ولذلك أوفقوا استيراد المضادات الحيوية وقصروا هذا الاستيراد على الدولة فتم حل مشكلتها  والباقي نحن في اتجاه القضاء عليه .

الرئيس تحدث كذلك عن السياحة في موريتانيا وفي آدرار خاصة وقصة المناطق الحمراء التي ألغتها فرنسا حيث قال إنه لم يطالب يوما بنزعها لأنها لا تغير شيئا فهو غير مهتم بالإشارات الخضراء والحمراء من الغرب فأمورنا تعنينا وما ينقم علينا الغرب هو اننا نريد أن نكون نحن نحن ونرفض الإملاءات ...ــ حسب تعبير عزيز ــ 

تصفح أيضا...