الفتاة الموريتانية و رحلة الثراء السريع… وتجارة الشرف الوضيع

اثنين, 14/11/2016 - 08:01

أسرع الطرق إلى الثراء غير المشروع، تبدأ أولى خطواتها عند النساء الموريتانيات من طابور طويل يمتد أمام أبواب بعض السيدات اللاتي يتخذن من بيوتهن مكاتب لإدارة تمويل سفريات “الجنس” إلى المملكة العربية السعودية، ليحققن من وراء ذلك أرباحا طائلة تنموا وتتزايد مع غض السلطات الطرف عن نشاطهن المشبوه،

 

 

وفي وسط الطريق تقف ” شامخة” مباني سميت بلغة العامة أو الإدارة “مكاتب سفريات”، تسهل لهن الحصول على تأشيرات دخول للديار المقدسة بحجة أداء العمرة، ومحارم لإكمال إجراءات السفر التي تفرضها المملكة العربية السعودية وتذاكر سفر ثمنها أغلى من تكاليف سفر مباح، وعند وضع أول خطوة على طريق ” الزنى المقنن” يقف على باب المطار متعهدوا “عهر وجنس” موريتانيين يعملون لتسهيل محل الإقامة وتجهيز وكر الرذيلة.

سفريات جنسية تحت غطاء أداء العمرة، وعودة بمال وفير ومرض خطير في ثوب الإياب من فريضة الحج وجلب أساليب جديدة “دولية” في إشاعة البغي والفساد والمرض نتناولها في سياق هذا التحقيق.

مكتب التمويل وتسهيل الإقامة للعهر في المملكة ا لعربية السعودية

في كل مقاطعات العاصمة انوكشوط وعلى مدار 24 ساعة ودون عطلة نهاية الأسبوع، تعمل سيدات موريتانيات في مجال تهجير العمالة الجنسية إلى بعض بلدان العالم وخصوصا الديار المقدسة بالمملكة العربية السعودية.

أمام هذه البيوت وخصوصا في فصل أداء العمرة تصطف طوابير من النساء تختلف أشكالهن وتتباين أعمارهن وطبقاتهن الاجتماعية فيما يتفقن جميعهن في الهدف وطريقة الوصول إليه، فالسيدات “مديرات الأعمال” يتولين كافة الإجراءات، من الحصول على جواز السفر إلى التذاكر والحجوزات مرورا بالمحرم والتأشيرة وحتى الوصول إلى المملكة، فيما تصل خدمات بعضهن إلى توفير القوادين ومتعهدي حفلات “الزنى المقنن” والذي يحلوا لهن تسميته “الزواج الشرعي”.

ومقابل توفير كل هذه الخدمات تشترط “المديرات” على “الفتيات” مبالغ طائلة تعادل بأضعاف مضاعفة تكاليف الرحلة المكوكية إلى حيث الثراء السريع والشرف الوضيع.

بضاعة رخيصة

فتيات في سن الورد وأخريات في مقتبل العمر ونساء في متوسطه، يتجمعن في شقة مفروشة في مكة المكرمة حيث بيت الله الحرام أو المدينة المنورة حيث أول مسجد أسس على التقوى، وعلى أجسادهن أو ما ظهر منها -ولا يخفى منها إلا القليل- تظهر واضحة للعيان آثار مساحيق التجميل وعلى وجوههن تبدوا اللهفة الشديدة لدخول معترك حياة الرفاهية التي كانت بالنسبة لهن حلما بعيد المنال.

وعلى الشقة “الوكر” يتوافد ذوو الغرائز المريضة من أصحاب الحظوة في المال ليسوموا بضاعة بأثمان هي بطبيعة الحال أرخص من هتك الشرف وامتهان الكرامة.

تختلف الأسعار باختلاف الأوزان والأشكال والأعمار فمثلا يدفع الزبون عادة في البكر شرط أن تنال رضاه 30 ألف ريال سعودي فيما تتراوح أثمان الأخريات بين 10 آلاف و 15 ألفا وطبعا حسب الطلب، بينما تختار اللواتي لم يحظين بنعمة أو نقمة الجمال للدخول في صفقات الزواج المشبوه، أوكارا يستقبلن فيها كل من هب ودب ليستقطبن في بعض الأحيان ما يزيد على المائة زبون في اليوم.

وبعد أن ينهي الرجل مساومته ويختار بضاعته تبدأ لعبة جديدة هي لعبة “الطلاق” من “الزواج غير الشرعي” فتستعمل الزوجة أساليب بلغت من الوقاحة درجة لا نستطيع وصفها يضطر على إثرها الزوج الضحية إلى رمي ما تبقى من بضاعته الرخيصة بيمين يتمنى معها لو أنه لم يقع أصلا في هذه الورطة، بعدها تبدأ مرحلة التعاطي مع العدة باستعمال حبوب تسرع العادة الشهرية قبل أن تعود الشنقيطية إلى الدوران في نفس الحلقة المفرغة.

السيدة (ط.أ.س) إحدى النساء اللاتي ما رسن المهنة تقول ” نحن نهاجر من موريتانيا بحثا عن زواج شرعي نكسب منه مالا حلالا نصرف منه على أسرنا المعدمة، فرجالنا وشبابنا يعانون من البطالة، ومن يعمل منهم لا يكفي راتبه لتوفير حياة كريمة لأسرته”.

المهاجرات أو “الفاجرات” كما يحلوا للبعض تسميتهن، يتفاخرن بأنهن يوفرن وظائف لبعض الرجال من المغتربين في المملكة تعينهم على إعالة أسرهم.

فاللسفر تؤجر الفتاة أو بالأحرى يؤجر لها محرم، ولإدارة إحدى مراسيم الزواج تؤجر الفتاة ( خطابا ووكيلا وشاهدين وعقادا ) وكلهم أشباه رجال موريتانيين، يتقاضون مكافآت تتراوح ما بين 100 إلى 500 ريال سعودي في الحفل الواحد.

لقطاء موريتانيون في السعودية وأمراء سعوديون في موريتانيا

ولعل من أغرب ما تصادفه وأنت تبحر في هذا الموضوع ، أن تقع عيناك على طفل ثيابه رثة والرجل حافية وبطنه قد انبعج من شدة الجوع وشعره قد شاب ربما من التفكير في طريقة لتحصيل قوت يومه، وحين تسأل متعاطفا : من يكون هذا الطفل ؟ تنبري لك إحدى السيدات وفي الغالب تكون أمه لتجيبك بما يصدمك فتقول “هذا ابني من أمير سعودي ” تزوجته هناك في ظرف ما واضطررت إلى الرحيل دون أن يعلم لظرف آخر أكثر غموضا.

كاذبة كانت أو صادقة ليس هذا  ما يهم، بل إن الأمر يفتح الباب واسعا أمام ضياع أنساب من هنا أو هناك، سواءا أكان الزواج شرعيا أو غير شرعي.

سيدة في إحدى مقاطعات انواكشوط كانت ممن حملهن مرض حب الثروة بغض النظر عن مصادرها إلى الارتماء في أحضان “مديرات الفجر” قالت “لقد تزوجت أميرا وقد تركني دون أن يعلم أني حامل منه، وحين حاولت البحث عنه لم أوفق في ذلك”.

السيدة من المرجح أن تكون كاذبة ،لأنها وبكل بساطة لا تعرف اسم زوجها ولا محل إقامته، فهو حسب زعمها كان يأتيها في شقتها المتواضعة جدا كلما سنحت له الفرصة بذلك.

خاتمة

شنقيط أرض المليون عالم وشاعر، أو هكذا كانت عند إخواننا في المملكة العربية السعودية، قبل أن تدنس سمعتها ثلة من الفاجرات اللواتي يبعن شرفهن بأبخس الأثمان، تحولت في نظر الكثيرين ممن كانوا يكنون لها الاحترام إلى أرض المليون فاجرة، أما من لم يكن لهم أصلا شرف معرفتها فهم لا يتمنون معرفتها بل ويستاؤون من سماع اسمها لأنه بالنسبة لهم يعني الرذيلة وتجارة الرقيق الأبيض.

الاسم يتغير والمعالم تطمس، والمسؤولون إما أنهم يغضون الطرف أو أنهم لم يستيقظوا من سباتهم العميق على كابوس الشنقيطيات في رحاب بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم.

بادو ولد محمد فال امصبوع