ولد اجاي : الوزير الاستثنائي بكل المقاييس !!

ثلاثاء, 01/11/2016 - 07:45

لم يتعرض وزير في الحكومات الموريتانية لمثل ما يتعرض له وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي من هجوم مستمر، وتعددت الانتقادات لأسلوب الرجل في إدارة أموال الشعب الموريتاني، والمفارقة أن هذه الانتقادات من أوساط نافذة في الدولة، وخاصة مقربين من رجال الأعمال، وسماسرة الصفقات العمومية، ومقربيهم، ويستغرب المراقبون هذا الهجوم على ولد اجاي، وتتعدد الأوصاف التي باتت تطلق على الرجل، البعض يصفه بالوزير "المنفوش" والبعض يسميه بـ"المتروش".. منفوش.. لأنه لا يريد الاستفادة من صفقات الظلام، ويضيع على نفسه فرصة الثراء الفاحش خلال أسابيع، وبجرة قلم، ومتروش.. لأنه يقحم نفسه في كل صغيرة، وكبيرة تتعلق بالمال العام، سواء عنده الدينار، والقنطار، واليسير، والكثير، لا يسمح بصرف أوقية واحدة من مال الشعب الموريتاني إلا عبر الطرق القانونية المشروعة.

 

 المراقبون يرون أن ولد أجاي يسر قطاعه بطريقه مفادها أن الرجل لا يهتم بالفترة الزمنية التي سيمضيها وزيرا، بقدر ما يهتم بكم سينجز لموريتانيا من مكتسبات اقتصادية، وكم سيحقق لها من سمعة دولية، وكم سيؤسس لها من قواعد ثابتة للشفافية، والنزاهة يسير عليها من يأتون بعده، والأهم كيف سيضع منظومة معقدة ستجعل من نهب مال الشعب مهمة بالغة الصعوبة، إن لم تكن مستحيلة.

 

ويكمن سر قوة ولد اجاي في أن الرجل ليس لديه ما يخفيه، أو يخاف كشفه للملأ، يغلب مصلحة موريتانيا على مصلحته الشخصية، ويغلبها أيضا على مصلحة رجال المال والأعمال، وليس مصابا بمرض الجشع وحب الثراء.

 

عوامل مختلفة، وأسباب متعددة تضافرت، فجعلت من المختار ولد اجاي وزيرا استثنائيا بكل المقاييس، وزير حير الجميع، وأزعج الجميع، وضاق الجميع به ذرعا، فباتوا يبحثون عن سلبياته، ويركزون على أن ولد اجاي لا يرد كثيرا على الهاتف، ولا يهتم باللقاءات الفردية الشخصية، ولا يحتفي بأهل المال والنفوذ دون غيرهم من المواطنين، وهذا في حد ذاته بالنسبة لهم كاف لوصفه بالوزير اللغز.

 

 سلبيات ولد اجاي في نظر خصومه هي في الحقيقة إيجابيات بمقياس الوطنية، والموضوعية، ويبقى الحكم على أداء الرجل مرهونا بالأرقام، والمعايير الاقتصادية الدقيقة، وليس بأهواء، ورغبات بعض الأفراد، ليبقى السؤال محيرا: لماذا يحظى ولد اجاي بتزكية من رئيس الجمهورية ويوشحه في أعز مناسبة وطنية بوسام رفيع، كأول وزير يتم توشيحه وهو في منصبه، ويحظى كذلك بالإشادة من المنظمات، والمؤسسات الاقتصادية الدولية، وفي نفس الوقت يثير غضب البعض، ويصفونه بالوزير الفاشل، أين الصواب، وأين الحقيقة ؟؟!! فتش عن السبب، فسيبطل العجب.

عن موقع الوسط