لبنان و المنتبذ / اكس ولد اكس اكرك

أحد, 24/07/2016 - 01:27

حينما كان الأديب المؤرخ المختار ولد حامد رحمه الله تاجرا فى مدينة "كولخ" السنغالية 1936 قادته الأقدار ذات مساء إلى دكان لبناني يسمى يوسف نجيم واشترى منه صندوقا من الصابون عندها دخل رجل عرف المختار فيما بعد أن اسمه أميل وبمجرد دخوله هتف يوسف نجيم قائلا: أهلا بشاعر العرب فرد المختار وهل يوجد شاعر العرب فى غير البيظان فرد أميل: لعلك شاعر؟ فرد المختار نعم فاستنشده أميل فقرأ المختار أبياتا وقرأ أميل أبياتا فقال المحتار هذا الشعر جميل لكنه قد يكون شعرك أو شعري أو شعر أي شاعر آخر لكن تعال نصف هذا الصندوق لنعرف أينا أشعر وأسرع بديهة وأقوى ارتجالا وأدق وصفا فبهت أميل وقال ماذا عسى أن يقول شاعر فى وصف صندوق من الصابون ملقى على الأرض فقال المختار يعرفه الشاعر فرد أميل لايعرفه الشاعر ولا الناثر فقال المختار أما أنا فأعرفه فقال أميل كيف تقول قال المختار أقول: صندوق من خشب أصفر مكعب الشكل معصوب بدباغة حمراء فيه انكسار يلوح منه صابون رديئ غال عندكم ولاتسلفونه لزبنائكم، فرد أميل لعلك ظريف ثم استدعى أميل المختار لزيارته فأتى المختار ومعه ثلاثة موريتانيين فى منزل شامي يسمى علي بيضون فيه عدد من اللبنانيين والسوريين الشيعة وخلال الحديث قال المختار: الموريتانيون مالكيو المذهب جنيديو التصوف أشعريو العقيدة. فقال مالكم فى مذهب الإمام جعفر وهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلم بالسنة.

فقال المختار: سميتمونا أهل السنة فرضينا، وجرهم الحديث إلى أن أخرج أحد الحاضرين جريدة على إحدى صفحاتها صورة إمرأة تلوح بخنجر وقد كتب تحت الصورة:

تروعك لأول مرة رؤية الموريتاني صورته القبيحة وأخلاقه الوحشية وفيهم إمرأة يقال لها "زينب البربرية" لها خنجر تقتل به الرجال أغاظت الصورة المختار فأصر على معرفة كاتب المقال واسم الجريدة وعنوانها فقال له زكي بيضون ياأخا العرب نريد أحسن وأجدى نمزق الجريدة وتملي علي كلمة عن البيظان الموريتانيين ننشرها فى جرائدنا ومزق الجريدة فأملى عليه المختار مقالا مطولا عن البظان تحدث فيه عن أقسامهم وكان ذلك فاتحة لعدد من اللقاءات و المساجلات بين المختار و أبناء الجالية السورية واللبنانية، طرق باب المختار ذات يوم شامي يدعى كامل بولس فقال تدعون أنكم شعراء فقال المختار: نعم قال بولس أنشدني فأنشده المختار مقطوعات من بينها:

أتامن مكر البين وهو مخوف :: وتمسك دمع العين وهو ذروف

تكلم منا البعض والبعض ساكت :: غداة التقينا والوداع صنوف

فآلت بنا الأحوال آخر وقفة :: إلى كلمات مالهن حروف

جلفت يمينا لست فيها بحانث :: لأني بعقبى الحانثين عروف

لئن وقف الدمع الذى كان جاريا :: لثم أمور مالهن وقوف

فأخذ بولس يترنح ويقول أجاد أجاد ثم سأل المختار هل فيكم من يمكن أن يقول مثل:

لله أرض الشام ما أحلاها :: لم أدر ما معنى الهوى لولاها

فرد المحتار ليس فينا من يجعل لولا آخر الكلام لأن مكانها نحويا الصدر.

أما الشاعر محمد ول ابنو فلم يرحم التاجر اللبناني نجير بل هجاه وزوجته، هجاء أدى بنجير إلى تصفية أملاكه في السنغال والهجرة إلى البرازيل:

لحى الله التجارة كلفتنا :: بإدمان المسير إلى نجير

وإظهار الوداد له على ما :: أجن من الخبائث في الضمير

نوافيه فيلقانا بوجه :: عبوس مشمئز قمطرير

إذا ما فاه فاح النتن منه :: كأنا عند حاشية السعير

وإن قلنا حوائجنا تصدى :: إلى سعلاء دائمة الهرير

يحاول أن تشير له برأي :: يباعد كل محمدة وخير

فتحمله على رأي حقير :: وكم حمل النظير على النظير

فقبح وجهها من مستشار :: وقبح وجهه من مستشير

عليه من المذلة سابغات :: تجرر في المقام وفي المسير

 

كامل الود