هل غرّر ولد أجاي بحليفه ولد أوداعه وأسلمه للسقوط قربانا لمنصبه ؟

أربعاء, 31/10/2018 - 07:15
صورة من أيام الصفاء بين الرجلين

نوافذ (نواكشوط ) ـ بعد خروج وزير النقل محمد عبد الله ولد أوداعه من التشكيلة الحكومية الجديدة واحتفاظ حليفه وشريكه السياسي المختار ولد اجاي بمنصبه في نفس الحكومة يبدو التساؤل واردا هل غرّر ولد اجاي بحليفه ليسلمه للسقوط ، إن لم نقل يقدمه قربانا لمنصبه ؟

لكن هذا التساؤل قد يطرح تساؤلا آخر هو كيف تم هذا التغرير ؟

الأكيد أن المتابع للساحة السياسية بلبراكنة يعلم أن تغيرا طارئا على تموقع الوزير محمد عبد الله ولد أداعه دفعه إلى التحالف مع المختار ولد اجاي ضد حلف البشائر الذي كان أحد رموزه ، بل ويقال إنه هو من كان وراء تعيينه في منصبه ، فجأة قلب ولد أداعه ظهر المجن لحلفائه التقليديين وولى وجهه شطر المختار ولد اجاي ليدخلا معا في حرب مع حلف البشائر بمقاطعة ألاك استخدمت فيها كل الأسلحة ، وكانت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة إعلانا لنهاية هذه الحرب بانتصار حلف البشائر، وذلك بعد فشل حلف الوزراء في انتزاع المقعد الثالث من مقاعد المقاطعة بمجلس النواب وفوز حزب تواصل بهذا المقعد .

على عجل فهم المختار أن هزيمة حلفه في مقاطعة ألاك قد تشكل خطرا عليه فحاول التبرأ من الخطيئة وحمل كبرها لولد أوداعه وابتعد عنه بل وتقول مصادرنا إنه أصبح يضن عليه حتى باستقباله في الهاتف ، وتجاوز المختار ذلك إلى قطع خطوة في اتجاه خصمهما المشترك (حلف البشائر ) محاولا التودد والتقرب لبعض قادة الحلف ، وهو ما لم يكن ولد أوداعه يتصوره .

لم يكتف ولد اجاي بذلك بل أسلم زميله للإقالة دون تعاطف ، والإنصاف كان يقتضي إقالتهما معا أو بقاءهما معا إذا كانت الإقالة سياسية لأنهما كانا شريكين في المشروع السياسي الذي أفقد الحزب الحاكم مقعد برلمانيا ثمينا بمقاطعة ألاك .. .

كل هذه المعطيات تدفع إلى التساؤل هل قدم ولد اجاي زميله قربانا لمنصبه ضاربا عرض الحائط بالمثل العربي الذي يقول "لا يسلم ابن حرة زميله ..." ...وإذا صدقت هذه الفرضية فإن مثل ولد اجاي مع ولد أداعه سيكون كمثل الشيطان "إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك " .