الكنتي يواصل السجال مع كتبة تواصل حول رئيسهم الجديد (جديد السجال )

خميس, 04/01/2018 - 09:39

واصل محمد إسحاق الكنتي انتقاده لرئيس حزب تواصل الجديد وكتب حلقة ثانية عن هذا الرئيس رد عليها محمدن ولد الرباني بمقال استدعى من الكنتي التساؤل في تدوينة جوابية أين الرئيس .

وهذا نص السجال في آخر طبعاته حيث كتب الكنتي :

(تابع)

لم يكتف التواصليون بالكتابة، في تعاطيهم مع رئيسهم الجديد، بل تجاوزوها إلى الصور المنتقاة بدقة. كانت الصورة الأولى جانبية يبدو فيها الرئيس الجديد شبيها بمناضلي أمريكا اللاتينية الماركسيين.. كان فيه "شيء من نظارة تروتسكي ولحيته". أما الصورة الثانية فخلدت لحظة تهنئة المنصرف للمقبل. في الصورة يطل جميل منصور على محمود، يشد على يديه ضاحكا مع مسحة سخرية. أما محمود فلم يستسلم هذه المرة لهستيريا الضحك، وإنما كتمها مع أشياء أخرى.. حرص الرجلان على الاحتفاظ بمسافة بينهما فلم يتعانقا!! كانت تهنئة رسمية باردة...

لم تكن هذه الصورة كافية، رغم ما فيها من تعبير عن مكانة الرجلين، ففتش التواصليون في الأرشيف ليجدوا صورة أكثر تعبيرا عن العلاقة بين "جميل منصور" و"محمود..." أظهرت الصورة جميل منتصب القامة، واثق الخطوة، رسمي الهندام، على يمينه، موقع المأموم من الإمام، يمشي فتى قصير يبذل جهدا لمسايرته، مهمل الهندام. لا تظهر يد جميل اليمنى في الصورة، فالفتى يقوم مقامها. خلفهما طريق طويل في نهايته جامع كأن جميل يأخذ تابعه بعيدا عنه... لكن الصورة لا تظهر طريقا أمامهما، وكأنها تثبت في الزمن نهاية طريقهما المشترك...

الصورة الأخيرة متحركة، وبالتالي أوضح تعبيرا..صورة الرئيس الجديد يلقي كلمة بعد "انتخابه". تشي لغة الجسد بارتباك الرجل.. كان يتحرك بتثاقل من اليمين إلى اليسار والعكس، ما يدل على اهتزاز وضعه مثل البندول، ثم يتحرك إلى أعلى كأنما يتطاول إلى ما ليس في متناوله... وتبدو حركة يده أبلغ تعبير عن الحيرة والقلق.. يضغط بها على الطاولة كمن يتحسس الأشياء حوله، لانعدام ثقته بها، ثم يحرك أصابعه بطريقة أخرى تشير إلى ثلاثة صفر دون أن يحدد في أي مرمى!

يبدأ الرئيس الجديد خطابه بالتنصل من مسؤولياته.."إذا التزمتم الدعاء ستروا عجبا في الأيام القادمة..." وإذا لم تروا شيئا فأنتم السبب. ثم يوجه خطابه إلى أطراف داخلية وخارجية يسعى التنظيم إلى طمأنتها إلى أن خطاب "الرحيل، والربيع" أصبح من التاريخ.."واثق أننا أمام مشروع جديد وفكر جديد وحراك جديد..."

لماذا ولد سيدي؟

تضافرت عوامل داخلية وخارجية عديدة فرضت على تواصل تغيير قيادته؛ ففي الداخل فقدت قيادة تواصل كل مصداقيتها بالنسبة للمعارضة، ولا تثق فيها السلطة لتقلب مواقفها، يضاف إلى ذلك تذمر أبناء المناطق الشرقية، وهي خزان التنظيم الانتخابي ومصدر تمويله، من سيطرة أبناء الجنوب على جل مواقع القرار في الحزب والحركة، رغم أن أبناء الجنوب ينقسمون سياسيا بين الحزب الحاكم والتكتل والوئام، ولا يكاد تواصل يجد له موطئ قدم فيها!! كما أن الصراع محتدم بين مرشد التنظيم ولد الددو، وقيادته السياسية ممثلة في جميل منصور(سرب فيديو يصف فيه جميل مرشده بالجنون). ومن المعلوم أن شعبية المرشد في المناطق الشرقية المستمسك أهلها بالتدين الفطري، أعلى من شعبيته في المناطق الجنوبية المطلع أهلها على خفايا التنظيم، لذلك رمى المرشد بثقله خلف رجل من المناطق الشرقية، عمل موظفا عنده في جمعية المستقبل، وهو بذلك يوجه رسالة إلى الذين صنفوه في خانة الإرهاب...

أما العوامل الخارجية فتعود إلى الفشل الذريع الذي منيت به ثورات الربيع التي ركبتها حركة الإخوان المسلمين لتدفع اليوم قسطا وافرا من فاتورة فشل تلك الثورات التي اختفى قادتها من واجهة العمل السياسي مثل ساركوزي، وكامرون، وحمد، أو تأخروا إلى الصفوف الخلفية مثل قادة حماس الذين دفعوا برجل ذي خلفية أمنية إلى واجهة العمل السياسي إرضاء لجناحهم العسكري الذي أبقى على ارتباطه بإيران وحزب الله خلافا لخيارات قادة حماس التي فشلت فاضطروا إلى الدفع بوجه جديد واستمروا في إدارة الأمور من وراء ظهره.. وهذا بالضبط ما أرادته قيادة تواصل السياسية والدينية من انتخاب ولد سيدي.. النسخة الموريتانية من يحي السنوار...

يعبر الكاتب الجديد باسم تواصل، بعد أن ابتعد محمدن ولد الرباني، أو أبعد، الدكتور ولد شعيب عن هذه الحقيقة بلغة أهل المناطق الشرقية البسيطة الواضحة.."نقدر ثناءكم ويسرنا إعجابكم بمحمد جميل منصور، لكن لا تذهبوا بعيدا فهو قائدنا بغض النظر عن موقعه، لم يستقيل [يستقل] ولن يقال [يقل]..." زاد حرفين إذا جمعا أعطونا أداة نداء.. فهل يستغيث!!

لم ينشر موقع الحزب السيرة الذاتية لرئيسه الجديد! ولا وجود لتصريحه بعد انتخابه على الصفحة الرئيسة للموقع، وليست للرئيس الجديد صورة واضحة عليها، فقد تعمدوا نشر صورة استقباله لتهاني من زاوية تبقيه في الظل وتبرز ضيوفه! بخلاف ذلك هناك ثلاث صور واضحة للرئيس جميل منصور، واثنتان لمحمد غلام... لا يزال رئيس الحزب الجديد في الظل، والقديم تحت الأضواء!!! وبذلك بدأ جميل منصور حربه ضد خلفه باكرا، مستخدما فيها رأسي حربة من المناطق الشرقية محمد غلام، وولد شعيب (من ولاية لعصابه مثل الرئيس الجديد)، فهل يصمد ولد سيدي في وجه الإعصار القادم من الشرق، ورياح الجنوب الباردة؟

======

مقال رد عليه محمد ولد الرباني فكتب :

عن ابن عباس قال: (جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: إنى أحدث نفسى بالأمر لأن أكون حممة أحب إلى من أن أتكلم به. فقال له رسول الله: الحمد لله الذى رده إلى الوسواس) رواه ابن أبي شيبة. .

امتشق الكنتي كهامه المفلل لفل حزب تواصل وتقويض أسسه الفكرية لأغراض شتى، عبر سلسة من المقالات من أهمها "لاهوت التبرير" وقد كان رغم هشاشة منطلقاته وهزالة مستخلصاته يأرز إلى أثارة من علم، ويتزيى بسجف يتسع خرقه على راقعه من مناهج البحث، حتى إذا نفد ما في الجعبة ولم يزد ذلك أهل تواصل إلا قوة وتألقا وبلغ المنتسبون إليه نحو 10% من اللائحة الانتخابية الوطنية وانعقد مؤتمر أبهر المتابعين من عدو لدود وصديق ودود، فبدا حزبا متقدما بكل المقاييس على الساحة الوطنية لم يجد الكنتي سبيلا يتنقص به تواصل غير سبيل الوسوسة، فانقلب من باحث مفترض له مراجعه ومصادره وله أدلته وبراهينه على تحليله وقراءاته إلى متتبع لتدوينات يجتزئها كما يشاء ويحللها كما يتمنى –والأماني والأحلام تضليل- في مشهد يدعو إلى الشفقة والرحمة وتلك إحدى مزالق العداوة التي تعمي وتصم.

تتبع الكنتي تدوينات كانت في معظمها مدحا وتهنئة للرئيس محمد محمود سيدي بما فيها تدوينة لكاتب هذه الحروف، فانتقى كلمات لا لبس فيها في سياقها ليبتسرها ويحملها ما لا تتحمل، وبعكس نية الكاتب فقد ساهم ذلك في نشرها لأن أي قارئ منصف سيعود إلى أصل التدوينات وحينئذ سيعرف من هذا الكنتي الذي يقرأ له، وأي منهج تحليلي ينتهج، وقد قال الشاعر:

وإذا أراد الله نشر فضيلة ** طويت أتاح لها لسان حسود.

ليس في مضمون وسوسة الكنتي ما يستحق الرد غير أنني سأبدي ثلاث ملحوظات:

- الأولى أن القارئ لن يلقى كبير عناء في اكتشاف عدم فهم الكنتي دلالة الأستاذ وهو من أشرف الأوصاف عبر التاريخ، حمله أكابر العلماء وبعض الملوك:

يقول المتنبي مادحا كافور في رائعة من روائعه:

ترعرع الملك الأستاذ مكتهلا ** فبل اكتهال أديبا قبل تأديب

ويقول سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم واصفا أبا إسحق الإسفرايني:

وهو مفضل على العيني ** في زعم الاستاذ مع الجويني

وكان الأستاذ كرسيا يعين مستحقه من قبل الخليفة وممن شغل ذلك الكرسي أبو الوفاء علي بن عقيل الأستاذ في جامع المنصور (بغداد) وفي عصرنا الحاضر "تطلق الأستاذ أو بروفسور على الأستاذ الجامعي المختص في علم ما، وهو أعلى مرتبة علمية في الجامعة " (ويكا بيديا).

فما أشبه الكنتي حين يرد على أهل تواصل لقب الأستاذ بالطفل الذي يمنحه مكرمه ألف أوقية فيصر على مائته التي ألف وعرف قيمتها.

- الثانية: أن الكنتي مدح الرئيس الجديد حين شبهه بيحيي السنوار –وهو لمن لا يعرفه قائد حمساوي رئيس المكتب السياسي لحماس بغزة، خلفا لإسماعيل هنية، مجاهد ألف السجون وألفته، وله قدرات قيادية بارزة- فلو لم تلبس على الدكتور الوسوسة أمره لم تضن عليه ذاكرته ذات الثقافة العالمية بمن التشبيه به لا يكون مدحا، فما أعجب كيف صرف الله الذم عن رئيسنا المحمد المحمود إلى مدح!!.

- الثالثة: أن الذي فرض د. محمد محمود سيدي على أهل تواصل هو نصوصهم وكفاءاته وتاريخه ووزنه، ولا شك أن المؤتمرين يأخذون تجربة الحزب والظروف الوطنية والإقليمية بعين الاعتبار، لكن الخيارات لا تضيق بحزب هو نهشل بل خير من نهشل.

إنا بنو نهشل لا ندعي لأب ** عنه ولا هو بالآباء يشرينا

إن تبتدر غاية يوما لمكرمة ** تلق السوابق منا والمصلينا

وليس يهلك منا سيد أبدا ** إلا افتدينا (غلاما) (سيد) فينا

ومنتسبوه كما قال الآخر:

وإني من القوم الذين هم هم ** إذا مات فيهم سيد قام صاحبه

نجوم سماء كلما غاب كوكب ** بدا كوكب تأوي إليه كواكبه

======

ليرد الكنتي بالتساؤل :  اين الرئيس ؟

مضى على انتخاب الرئيس الجديد لتواصل ما يقارب اسبوعين ولا يزال في الظل وسلفه تحت الاضواء ويتعرض لها!

لماذا لم تجر اي وسيلة اعلامية تابعة للحزب وما اكثرها مقابلة مع الرئيس الجديد؟ لماذا لم ينشر الحزب سيرته الذاتية على موقعه الرسمي؟ لماذا اخرجتم من ارشيفكم صورة للرئيس الجديد تظهره تابعا لسلفه؟ لما اخترتم عند استقباله للتهاني ان تخفوه وتبرزوا ضيوفه؟ لماذا تبارى كتابكم و مدونوكم في اطاراء جميل والتعريض بمحمود او تجاهله؟( شكر اجواد عيب اخرى). لماذا لم تكتشفوا محاسنه ورتبه العلمية الا بعد ان نبه الكنتي الى تعاملكم معه بطريقة لا تليق برئيس جديد انتخب باغلبية ساحقة؟ ثم ما معنى ان يقول احد كتابكم.." جميل قائدنا لم يستقيل ولن يقال."، فما موقع محمود عندكم اذن! اسئلة ارجو ان تجد اجوبة مقنعة لمن اعتقدوا ان محمود سيكون رئيسا حقا لتواصل، وهم على كل حال لا يتجاوزون عدد الذين صوتوا لرئيس مؤسسة المعارضة. ليس امام محمود سوى حل من اثين؛ ان يمارس سلطته بفريق جديد، او ان يكون رئيسا على الورق فقط...