كاتب مشهور : إذا ابتعدنا عن الرومانسية لا بد ان نقول ان حزب "تواصل" سيعانى أزمة قيادة

أربعاء, 20/09/2017 - 08:26

نوافذ (نواكشوط ) _ إذا ابتعدنا عن المجاملة والرومانسية لابد لنا أن نقول إن حزب "تواصل" سيعانى أزمة قيادة حقيقية بعد تنحى رئيسه الحالى محمد جميل منصور
صحيح أنه حزب كوادر وكفاءات وجماهير نوعية ضاربة على عموم التراب الوطني وهو الأكثر شعبية من بين الأحزاب المحلية المعارضة والبرزخية مع حزبي "التكتل" و"التحالف" لكن من الصعب عمليا الحصول على "لاعب بديل" فى "دكة الاحتياط" التواصلية يمكنه القيام بنفس دور جميل منصور الذى " كان بجدارة لاعب ارتكاز ورأس حربة هجوم وصخرة دفاع صلبة عن آراء الحزب وتوجهاته 
ملك جميل ما لن يملكه أي رئيس قادم لحزب تواصل فقدكان قادرا كل حين على رأب صدع المرآة التى يظهر فيها وجه "تواصل" ليظهر إعلاميا حزب مواقف قوية قبيحها حسن وجبانها شجاعة وغموضها وضوح أباحته ضرورات ضاغطة
نجح جميل فى الحفاظ للحزب على وجود قوي فى الساحة السياسية المحلية بحنكة السياسي وخطابة الإمام وحدس الصحفي وبرودة أعصاب القدح الذى يجمع العيش باللبن هذا صلب وهذا سائل ليمتزجا فيه دون أن يلغى أحدهما الآخر بوحدة مصير يجمعهما حتى انكفاء القدح
جميل رجل مثقف ثقافة رفيعة ومنفتح على الجميع وليس عصبيا ولامغرورا ولا يندفع أبدا فى مهاجمة خصومه الا ليعود بسرعة لتقدير الموقف والتحلى بأقصى درجات ضبط النفس
قيادة الأحزاب لا تحتاج ضجيجا ولاتجربة إدارية أوانتخابية ولاشهادة عليا تحتاج ديبلوماسية وشجاعة وانفتاحا وسرعة بديهة وتبرير المواقف بعقلانية ليس مهما أنها صادقة بل مهم أنها مستساغة وكل تلك الصفات يتمتع بها الرئيس جميل منصور
الحزب مكره على اختيار قائد جديد ولا أدرى هل يمكن له الاحتفاظ بجميل منصور تحت أية يافطة تبريرية فالحزب يحتاج لبقاء الرئيس جميل نعم قد ينتخب برلمانيا أوعمدة أوأستاذا جامعيا فهو يضج بالأدمغة ولكن جميل منصور كان ظاهرة "تواصل" التى لحمته وحمته وخففت بأسلوبها من حدة الانتقادات التى واجهها الحزب
عمل جميل دائما على إصلاح ما أفسدته خطابات بعض محافظى الحزب ومتعصبيه من علاقات ومصالح
ولا أرى إلا أن جميل سيمرر يده بثقة على رأسه مرددا بهدوء وهو يراقب المرشحين لخلافته وهم ينحشرون فى صراعات جهوية لم تكن يوما فى صميم "العمل الإسلامي" ولا توجه "الإخوان المسلمين" /
ولوسد غيرى ماسددت اكتفوا به
وماكان يغلو التبر لونفق الصفر
ولعل صدى خافتا أن يجيبه من وسط الضجيج مخاطبا منتقديه /
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم
أوسدوا المكان الذى سدوا

حبيب الله ولد أحمد