السعد ولد لوليد يكتب : نحن أمة لا تعترف بعظمائها الا بعد الموت !

اثنين, 12/06/2017 - 03:46

نوافذ (نواكشوط ) ــ خاطب الشهيد صدام حسين أهل العراق و قادة و حكام الخليج و العرب قائلا : " إذا تمكنت القوات الغازية من دخول العراق لا قدر الله ، يومها ستكتشفون حقيقة ديمقراطيتهم الزائفة و إدعاءاتهم الكاذبة بإمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل و تهديده لأمن المنطقة ، و سيتحول شعبكم العراقي الى طوائف و ملل و نحل يقتل بعضها بعضا " إنتهى الإقتباس ، سقطت بغداد بتواطؤ و تآمر من الكل و هللت قوى الظلام الإسلامية ( الشيعية و السنية ) لسقوط الطاغية ، و ترجل الشهيد مبتسما إلى منصة الإعدام يوم الحج الأكبر ( عرفة ) مرددا الشهادة و لسان حاله يقول ستعدمون جميعا و إن بطرق شتى و ستخرب شعوبكم و أوطانكم بنفس اليد التي خرب بها العراق ، لم يطول الزمن كثيرا حتى بكاه العراقيون جميعا و العرب بعدهم بعدما اكتوى الجميع بنار الديمقراطية الغربية و شطط الأحزاب و الطوائف و الطرق الإسلامية السياسية ( شيعية و سنية ) ، في دمشق عاصمة الدولة الأموية مهد الوحدة العربية و فكر الثورة و القومية العربية . خاطب الزعيم معمر القذافي ملوك العرب و أمراء النفط و حكام الشعوب المقهورة وهم مزهوين بنصرهم القاتل " لا تفرحوا سيأتي الدور عليكم واحدا وحدا " إنتهى الإقتباس ، إبتسم الجمع العربي و قهقه بعضهم و تهكم آخرون من قوله ، دارت الأيام و أشتعلت تونس الخضراء بشرارة ماسمي حينها تجنيا بالربيع العربي ، هلل التقدميون للمظاهرات و ركب الإسلاميون الموجة كالعادة وطالبوا برحيل الطاغية ، لكن" الغنوشي المرشد " الذي كان يرقب مايجري في العراق عن قرب من حدوده الشمالية ( تركيا) ، المشبع بالحكمة "البورقيبية " ولو على مضد و الثقافة الأورو متوسطية آثر التراجع خطوتان و الدفع بالمرزوقي و من بعده بعدوه اللدود الباجي قائد السبسي عراب بوقيبة ، في خطوة باركماتية حفاظا على حركته و إمارته الموعودة و ليكون شاهدا و منظرا و مهندسا من وراء حجاب لخراب الكيانات الأخرى ، ليبيا تنهار و تتمزق الى إمارات " إسلاموا دموية " و يقتل الزعيم الناصح شر قتلة و يستبح الناتوا و حلف شمال الأطلنطي نفط ليبيا و مياهها و اجواءها ، مبشرين شعبها بغد ديمقراطي واعد و مبهر بعد أن تنتهي المهمة ، و يرفع المرشد و الخليفة بأمر الله سيفه البتار القاطع في رقباب الليبين بسم الله و بسم الدين و بسم الناتوا ، وتتدحرج كرة اللهيب في طريقها صوب كنانة العرب مصر أم الدنيا و قاهرة الكون ، هناك خرجت الملايين مطالبة برحيل الفرعون عناد واصرار و قمع و صمود و انتصار للثوار ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن الثوار و أشرعة الاحرار في مصر ، خلايا الإسلام السياسي و احزابها و حركاتها العتيقة في مصر تركب موجة الثورة وكانت النتيجة رابعة و ما أدراك ما رابعة ، هنا في بلادنا حاولت الخلايا النائمة و رأس جبل الجليد الظاهر في ثوب الحمل الوديع إستنساخ التجربة و جر الطبقة السياسية و الطابور الخامس المقتاة على الهيئة و شبكتها الى الفوضى الخلاقة لكن الله سلم وخاب سعي من دساها ، وتطايرت جمجمة العالم الرباني الموحد " الشيخ محمد سعيد البوطي في دمشق ،وتفرق دمه في اصقاع الشام ، هلل القوم لمصرعه و لقرب مصرع الطاغية وركبوا موجة الثورة و فتحت عدسة الشبكة على سورية ليلا نهارا ولاصوت يعلوا فوق صوت فيصل ، و تحولت الشام الى برك و أنهار دماء و تلال من الجثث و الركام ، وتنادت حركات الاسلام السياسي ( شيعة و سنة ) و من والاها على القصعة ( قطرية و إيرانية تركية و سعودية إماراتية و لبنانية ) ، إخوانا و أتراكا و أكرادا شيعا و بيعا دواعشا و نواعش إعلامية ، أحزاب الله و أحزاب الشيطان روسا و فرسا عربا و عجما ، و الكل يكرر و بشر المؤمنين العروبيين بديمقراطية الدمويين و الاوروبيين و من تبعهم من المنتفعين المؤتمرين بأوامر الحكام (الغازيين )، و لأن الجزاء من جنس العمل و المكر الأكبر مكر الله " و الله خير الماكرين " ، تراهم اليوم يعاسرون عاقبة مكرهم و قد مضت فيهم سنة الأولين الذين خلو من قبلهم ، في الجزائر و السودان و العراق و ليبيا و مصر و سورية و اليمن و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، إن سرعة إنفجار الغاز و آثاره المدمرة الكارثية على أهله و محيطه أكبر بكثير من سرعة إنفجار النفط الخام ، و كان العراق أغنى بكثير من الإمارة المتمردة المتآمرة ، ولكم في مساكنهم الخاوية أسوة لمن كان يرجوا الدين أو الدنيا أو الديمقراطية أو الحرية أو إمارة إسلاموا سياسية .