صحفية أخرى من قناة الموريتانية تكتب عن المستور داخل القناة

خميس, 18/05/2017 - 23:50

نوافذ (نواكشوط ) ــ لا تغرنكم تلك الإطلالة البهية التي يطالعكم عليها مقدموا النشرات الإخبارية والبرامجية الحوارية على شاشة قناة الموريتانية، فخلف تلك الابتسامة والوسامة من المعاناة والإرهاق النفسي والمادي ما تئن بحمله الجبال الراسيات، مؤسسة تقدم موادها المملة والمرهقة للبصر والمتعبة للمشاهد بجنود من الصحافة تطاردهم الفاقة والحاجة المادية إلى تقديم برامج لا تفيد ولا تمتع ولا تثير، حلقات حوارية وأخرى مستطيلة والبقية فقدت شكلها الهندسي، مسفة في اختياراتها وغبية في مقارباتها، أما إرادة الإصلاح ورغبة التطوير فتلك قضايا يجري الحديث عنها دائما حين يعقد اجتماع طارئ ولحاجة ما بغية تهدئة النفوس المعذبة بجحيم العمل، دون أبسط حقوق ولا علاوات، يكفي أن تطالع سحنات من تجندوا السادسة صباحا لحضور اجتماع التحرير في قطاع الأخبار، ستنبئك ملامحهم عن ظلم وقهر واضطهاد، أما إذا تفحصت المخرجات البرامجية فستكتشف بسهولة حالة الارتباك والعوز الفكري الذي تتخبط فيه التلفزة الموريتانية، عناصر لا تعي ما تقول أداء أو محاورة، همها ملء فراغ زمني قضى قاض في إدارة البرامج أن يتم ملؤه ولو بالترهات، وعناصر استٌغِل طموحهم ودخولهم بمحسوبية بتسخيرهم دون حقوق فلا مجال لديهم للمطالبة بأي حق، عناصر وهذا الأهم تم استقدامهم لسد الفراغ الذي عانت منه المؤسسة في قطاعي البرامج والأخبار بعد الاستغناء عن أغلب العناصر الشبابية التي نجحت في المسابقة التي نظمتها التلفزة لضخ دماء جديدة في عروق مؤسسة بدأت الشيخوخة والوهن وملامح الترهل تغزو جسمها

الأدهى من كل ذلك أن أي إرادة لإصلاح هذه الوضعية لم يتخذ بعد، وفي كل مرة يرتد مسار الإصلاح المزعوم إلى نقطة انطلاقته في حركة التفافية حلزونية والأدلة على ذلك كثيرة ومتعددة، فمثلا تم الإعلان عن قرار بالمغادرة الطوعية لقدامى العاملين في القناة ضمن مشروع إصلاح كانت المديرة الحالية تنوي القيام به، وبعد هنيهة زمنية اختفى ذلك القرار.

تم الإعلان عن نظام “استاتي” لتنظيم العمال ولحد اللحظة ما زال حبيس أدرج المكاتب لم يتم تفعيله بسبب تهديده لمصالح مديري بعض القطاعات في المؤسسة

المؤسسة تعيش فعليا حالة من التردي والفساد، في كل موسم يتطلب صرف نفقات تبدأ البارونات داخل التلفزة بمص أضرع القناة باعتبارها بقرة حلوب عبر الفواتير المنفوخة والتي يجري تبريرها من طرف تلك الديناصورات والتغاضي عنها من طرف المسؤولة الأولى خيرة منت شيخاني، والغريب أن هؤلاء البارونات هم مجرد هياكل عظمية لا تفيد في عمل ولا تصلح لإنجاز مهمة إلا من رحم ربك وهو قلة، ولا ضير في ذلك ما دامت المؤسسة تضم مجموعة شباب ما زالوا ـ غباء ـ لديهم إيمان بفجر إصلاح لم تبرز مؤشراته بعد، ويتم استغلالهم من طرف مفسدين أصحاب بطون لا ترعى في حقهم إلاً ولا ذمة، انتهزوا ظرفيتهم المادية وحاجتهم الملحة لتلبية متطلبات حياتية زعموا ذات يوم أن قناة الموريتانية ستكون الوجهة الأمثل لتلك المتطلبات، فاصطدموا بواقع وسخ وفساد مستشرٍ يدب في كامل جسم “التلفزة الموريتانية” ولا فخر، وكل من حاول الخروج عن الطوق فمصيره التهميش والإلغاء أو الطرد، وما قضية الصحفي محمد الأمين ولد عيد الودود منا ببعيد حيث تم إصدار مذكرة تمنعه من دخول مباني القناة، بسبب حديثه عن بعض مظاهر الفساد والاستهتار بواجهة إعلامية لدولة موريتانيا الجديدة، ومذكرة أخرى لنفس الغرض في حق الصحفي شيخنا ولد أحمد بسبب طلبه لعطلة خمسة أيام فمورست عليه جبروت “مدير لا يعي ما يقول” و”مسؤول لا يستطيع كتابة ما يريد”، أما حال شباب مسرحية الدماء الجديدة التي تحولت عبر المسار الحلزوني إلى دماء مهدورة، والذين ساهموا بشكل جلي في تغيير شاشة القناة ورسموا طفرة في أدائها شكلا ومضمونا فحدث ولا حرج، شباب تم طرد أغلبهم والإبقاء على قلة منهم دون حق الترسيم الذي يستحقون، ومع ذلك تتغنى لنا أصوات مبحوحة بالتطور وعصر الازدهار.

فيا من تأملوا خيرا في قناة الموريتانية، ويا من تؤدي لكم قناة الموريتانية التسويق لإنجازاتكم،

انتبهوا فقد بلغ السيل الزبى.

دلال منت سيدي