عصر التنهدات ../ د . الشيخ ولد سيدي عبد الله

ثلاثاء, 16/05/2017 - 07:20

نوافذ (نواكشوط ) ــ التنهد عادة تنفيس عن حزن أو ألم .. وسواء كان مصدر ذلك الألم فإن أروع تعبير عنه هو التنهد.. الزفرة التي تسبق الدموع ...

يقول سيدنا ولد الشيخ سيديا في العينية :

و حذار من خلع العذار على الديا ** ر ووقفة الزُّوَّار بين الأربُع

و إفاضة العبرات في عرصاتها ** و تردد الزفرات بين الأضلع

ولقد ارتبط التنهد بالعشاق المحرومين وبالسجناء المحكوم عليهم بالاعدام ...

ولهذا سمي جسر (بونتي دي سوسبيري Ponte dei Sospiri) في

البندقية الإيطالية (جسر التنهدات) وذلك لكونه شكل ممرا للسجناء من القلعة إلى الجلاد حيث كانوا يطلقون “تنهدا عميقا” وهم يعبرون الجسر .

وتقول رواية أخرى أن أصل التسمية يعود إلى أن الأزواج كانوا يتبادلون القبلات تحت هذا الجسر في فينيسيا على الجندول أثناء غروب الشمس ليستمتعا بالحب الخالد، فسمي بجسر التنهدات لتنهد المحبين تحته .

ذكر الشاعر لورد بيرون جسر التنهدات في إحدى قصائده قائلا : “وقفت في البندقية على جسر التنهدات ، قصر وسجن في كل ناحية”.

يمكننا ونحن نستذكر نكبة فلسطين أن نقول إننا نعيش عصر التنهدات .. زفرات الحزن والعجز ...

لكن الموريتانيين أيضا يمكنهم حصر عدة زفرات وتنهدات اختلط فيها العشق بالحزن .. الضعف بالسلطة .. زفرات منت اسيادي.. مقابل تنهدات مينتانه ... وحسرات أبناء المشظوفي مقابل أنات هاربة من صدور مشيعي ولد حرمة الله ....

وأخيرا نظرة ولد غدة لبوابة سجن حتى الضحايا رفضوا أن يدخله.. نظرة تحمل وعدا بالتنهد على وطن ما زال يطفف الكيل..

التنهدات تحولت إلى سمفونيات مكتومة تسمع في الهزيع الأخير من الليل في أحياء الترحيل وأمام المستشفيات .. بل في أجهزة الدولة حيث يتحول التنهد إلى إيقاع لرقص الظلمة...

نحن نعبر جسر التنهدات .. نحن نعبر عصر الزفرات...