قضاة ومثقفون يردون على شطحات الشنقيطي في التشفي بموت "أعل"

أحد, 07/05/2017 - 09:47

نوافذ (نواكشوط ) ــ أثارت تدوينة نشرها محمد المختار الشنقيطي طافحة بالتشفي بموت الرئيس الراحل اعل ولد محمد الكثير من الحبر وانبرى قضاة ومثقفون وحتى رؤساء أحزاب للرد عليها ودحضها بالحجج الدامغة .

أحد محرري نوافذ تتبع الغضب العارم الذي أثارته تدوينة الشنقيطي على صفحات الفيس بوك وانتقى لكم جملة من التدوينات التي ترد على شطحات الشنقيطي .

بدأ القاضي أحمد ولد المصطفى هذه الانتفاضة بتدوينة عنونها بـ : تَعْلِيقٌ عَلَى شَطْحَةٍ من عَدَاوَةٍ..

قال فيها :

أتعجبُ ممن يَرُدُّ برأيه، وبنات أفكاره، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحاح السنة (البخاري ومسلم وغيرهما)، ثم "يستن" بأقوال الزمخشري المعتزلي واختصار النسفي لها..

قال الطبري في تفسير قول الله تعالى: <<فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين>>: "فاستؤصل القوم الذين عتوا على ربهم، وكذبوا رسله، وخالفوا أمره عن آخرهم فلم يترك منهم أحدا الا أهلك بغتة إذ جاءهم العذاب، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.."، وبعد نقل قول من قال بذلك، قال: (والحمد لله رب العالمين) يقول والثناء الكامل والشكر التام لله رب العالمين على إنعامه على رسله وأهل طاعته بإظهار حججهم على من خالفهم من أهل الكفر..

الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله، الذي نقل في تاريخه بكاء إبراهيم النخعي فرحا بموت الحجاج، ذكرَ الحجاجَ ببعض المحاسن عند ترجمته له في سير أعلام النبلاء: <<..وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن..>>، إلى أن يقول: <<..وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء>>..

رأيتُ من اطلاعي على التاريخ الاسلامي، أن الذين نُقل فرح بعض أئمة المسلمين بموتهم من أصحاب الولايات، كانوا في ولاياتهم يمارسون أعمالها إلى موتهم، أما الذين انفصلوا عنها أو فصلوا، فقد توقف الناس عنهم بذلك، بل إن بعض أولئك رثاه الناس بعد موته، فهذا القاضي أحمد بن أبي دواد متولي كبر فتنة الناس بخلق القرآن، وبسببها عذب الأئمة، قال عنه الذهبي: "..ولما مات رثته الشعراء.."، وعنه قال الذهبي نفسه: <<..له كرم وسخاء وأدب وافر ومكارم..>>..

كنتُ قُلْتُ في مكتوب سابق، إن ولاية أمور الناس العامة وما ينشأ عنها من مسؤوليات شرعية وأخلاقية، وما تفرضه من قرارات، ومُسَايرات، وما يحيط بذلك من ظروف، قد لا تسمح للمرء بأن يخرج منها نظيفا من الأوزار والأخطاء، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه، عند حضور أجله: " ..ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها.."، وقال عبد الملك بن مروان: "..وشربنا الدماء أيضا.."..

وقال المؤسس المختار ولد داداه رحمة الله عليه: <<..إن وظيفة رئيس الدولة شاقة ومثيرة وغير إنسانية في آن واحد..>>، وكذا كثير من وظائف الدولة..

أعتقد أن الإيمان بالدولة المدنية المعاصرة ذات الدستور والقوانين، والنظام الديمقراطي يتفرع عنه الكف عن وصف أحد من الناس تصريحا أو تلميحا بالظلم والفساد، وخاصة بعد الموت، مالم يكن قد أدين بذلك من طرف هيئة قضائية مستقلة، وخلاف هذا من الظلم والدعاوي العرية، إلا أن يكون إيمان البعض بهذه القيم لا يجاوز الحناجر..

كان إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول: "بيننا وبينكم يوم الجنائز"، ودلالة القول أن مستوى حضور الناس للجنازة استفتاء على قدر الميت ومكانته، وقبوله، وتجاوزهم عنه إن كان ممن ولي من أمرهم شيئا، ويتعين أن يكون هذا آكد لدى من يؤمن بصواب رأي الأكثرية دائما، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في مقام ذكر الموتى: "أنتم شهداء الله في أرضه"، ويؤخذ منه من باب أولى الكف عن من شهد أكثر أهل قطره جنازته رغبة وحبا، وعند شرح النووي للحديث في صحيح مسلم، بسط الأقوال فيه، ثم قال: <<..والثاني: وهو الصحيح المختار أنه على عمومه وإطلاقه وأن كل مسلم مات فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا..>>..

وكنتُ أحسب من يقول إن العقائد والعبادات فردية، ولا سلطان عليها خارج ضمير الإنسان، ويرى خلاف هذا من كلام الفقهاء المتجاوز، يكف عن ذكر التفسيق والتبديع، والاستشهاد بأقوال أهل العلم في ذلك..

لم يكن رثاء الأموات بالتعريض بهم، من ثقافة أهل هذه البلاد، ووقوعه اليوم إنما هو شَطْحَةٌ من عداوة الأيديولوجيا التي لا تنقضي فيما يبدو بالموت، وإن كان لا شماتة فيه، وكل نفس إليه صائرة، وما تدري ما تكسب غدا..

======

Atvagha Al Mouhktar Abdoullah كتب بلغة ساخرة :

"الغمزُ واللمزُ في الرجل بعد وفاته جُبنٌ وعار على من لم يتجرأ على ذالك من قبل"

المفكر: عبدُ الله الشنقيطي

أما حبيب الله ولد أحمد فاستغرب من الفرح بموت دجاجة أحرى بموت مسلم وقال :

غريب أن يفرح مسلم بموت كلب أوقطة أودجاجة أحرى أن يفرح بموت مسلم مثله تجمعه به أواصر الدين والأرض والهوية الوطنية

عجبا لأمر المفكر وتقرأ مبعثرة أيضا "م ك ف ر" محمد المختار الشنقيطي فرح بموت العالم السوري الفذ البوطي رحمه الله بل احتفل بموته وقدمات رحمه الله فى مسجد على منبر وليس فى فندق تركي اوقطري كما فرح قبل ذلك واحتفل بموت الراحل معمر القذافى وكان يستعد للفرح بموت بشار لكن يبدو انه لا زالت فى عمره بقية واليوم يحتفى بموت الرئيس المرحوم اعل ولد محمدفال ويجند احاديث ومرويات ضعيفة للتشفى فى رجل شكل رحيله المفاجئ مصابا جللا ضرب كل البلاد الموريتانية

لا اعرف اي فكر هذا اواي تنظير هذا

اعل ولد محمدفال لن يضره مافعل بعد ان دافع بشجاعة وصدق عن الحوزة الترابية للجمهورية الاسلامية الموريتانية الغراء واختار الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة الأغر ليقبضه إليه

لا ايها الشتقيطي هذا كثير جدا لاتستوعبه عقولنا معشر العامة الذين تربينا على احترام الميت فإن ظلمنا فى حياته بقول أوفعل سامحناه على رؤوس الاشهاد وإن كان لنا عليه دين عفونا عنه وعندما نواريه الثلرى نمسك عنه ألسنتنا

للنار ملك هو خازنها وللجنة ملك هو خازنها والله وحده يدخل من يشاء فى جنته ويخص بناره من يشاء ونحن بشر نعرف ظواهر الأمور ونترك السرائر لله الذى يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور

الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله استعرض بعض تاريخ عظماء البلد مع ستر العيوب وقال :

كان الشيخ سيديا الكبير رحمه الله عندما يمدحه أحدهم بقصيدة مختلة عروضيا أو ضعيفة من حيث التركيب واللغة .. كان يمحو اسم صاحبها ويحتفظ بها حتى تجمع لديه ديوان شعري لشعراء غير معروفين سمي ديوان (المجاهيل) وقد ذكر حفيده هارون رحمه الله ان الديوان محفوظ في مكتبة آل الشيخ سيديا .

فهذه إحدى مكارم أخلاق هذا العلامة الذي كان يتعمد ستر المسلم في شعره ولغته.. وهو الستر الذي توارثته الأجيال بعده بحيث نجا هؤلاء الشعراء من الفضيحة في حياتهم وبعد مماتهم ..

كان الشيخ سيديا يفعل ذلك دون علم الشعراء المذكورين حتى لا يحرجهم.

موجبه : أن ذكر محاسن الميت المسلم أولى من التنقيب عن مساوئه والتذكير بتجاوزاته.

اللهم استرنا بسترك الجميل ...

أما رئيس حزب الصواب الدكتور عبد السلام ولد حرمة فاختار أن يعنون شهادته للراحل بعنوان يكفي للرد على شطحات الشنقيطي وهو :

اذكروا محاسن موتاكم

وجاء في المقال :

الكتابة عن الراحلين من الشخصيات العامة في لحظات الفقد الأولى مربكة، لضيق الحدود أثناء الكتابة بين خواطر الحزن و رصد السلوك الإنساني من رؤية لا تختلف عن الكتابة حول الأحياء إلا في وجوب الامتثال للأحاديث النبوية الشريفة ( اذكروا محاسن موتاكم) و(لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) رغم أن الإنسان العادي كما فطره الله، لا يكتمل إلا بعيوبه.

الرئيس اعل ولد محمد فال، رحمه الله، يكاد ينعقد إجماع من عرفوه على ما تميز به من حسن خلق ظل لازمة لا تفارقه على النحو الذي يؤكد أنها جزء من ماهيته كما تقرر لدى من عرَّفوا هذه الجبلة من الفلاسفة بأنها هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية . لازمته هذه الفضيلة حتى في الظروف والمهام التي تنافي الأخلاق مقاصدها، كما هو حال المحققين ومنتزعي الاعترافات الذين يعتبر الفقيد بحكم منصبه السابق شديد الصلة بهم بعد أن ظل مديرا عاما للأمن طيلة فترة نظام أمضى عقدين من الزمن ( 1984/2005) ارْتُكِبَ فيهما كثير من الانتهاكات الجسيمة في حق مختلف شرائح المجتمع وقواه السياسية، بينما لم نقف في وثائق هذه الفترة التي دققنا طويلا في الكثير من المتاح منها على ورود اسمه في جلسات التعذيب ولا التحقيق، وكان بعضها وحشيا على المستوى البدني وضاجا بأغنى قواميس ومصطلحات السباب البذيئ، كما يصفه بدقة أحد أبطال رواية عبد الرحمن منيف ( الآن هنا) من سجن موران : ( في وقت متأخر حين كنت أستعيد حفل الاستقبال الذي جرى وأتذكر بعض الشتائم التي كنت أرد بها على شتائمهم وضرباتهم لا أتمالك نفسي من الابتسام لقد كان قاموس شتائمي فقيرا محدودا ليس فيه أي إبداع أو خيال ولا أبالغ إذا قلت أنه كمثل إبرة تريد أن تحفر جبلا، كانت تلك الشتائم تثير سخريتهم وكانوا يردون عليها بأحدى الطريقتين أو بالطريقتين معا، بشتائم تفوق حجما عشرات المرات أو بطريقة عملية) ومعلوم أن حال السجون والمحققين واحد في كل البلاد العربية، ولم يرد فيما وقفنا عليه من روايات معتقلي هذه الفترة الطويلة إلا أن الرجل ـ وهو وحده فقط ـ ظل غائبا عن تلك الجلسات، كما تجمع الروايات الشفهية القاطعة لمعتقلي 1986، 1987، 1988، 1995، 2003، وكما تؤكد الوثائق المكتوبة عن مراحل من هذه الفترة بشكل مباشر وأولها كراس (لينقطع الصمت) الموزع في بداية 1889، من قبل مجموعة من طلاب جامعة نواكشوط كتبوا عن تجربة مرورهم بجلسات تحقيق وتعذيب كانت قوية وشديدة رغم أنها عابرة، وكذلك كتاب (عائد من ولاتة) لآلاسان هارونا الصادر عن دار لارماتان 1999 من 166 صفحة وكتاب (جحيم إنال)، لمؤلفه سي آمادو الصادر عن دار لارماتان نفسها 2000 من 186 صفحة كلها لم يشر أي منها إلى الفقيد بشكل مباشر رغم اشتمالها على كثير من الأسماء والأرقام والوقائع والتفاصيل الدقيقة..

ومن شهادات العيان كما يقال أنه في أواخر سنة 1990 كانت جامعة نواكشوط تغلي على إيقاع ما يحضر من عدوان على العراق، وسرعان ما تم توقيف مجموعة من أفراد اللجان المشرف على ذلك الحراك، وكنت من بين من اعتقلوا، بمباني إدارة الأمن، وأدخلت لاحقا مع زميلي حمدي ولد احمد المنحدر من مدينة تامشكط إلى مكتب مدير الأمن ويجلس إلى جانبه مدير أمن الدولة دداهي ولد عبد الله، كان هادئا وقورا وتحدث طويلا عن خطر القلاقل في بلد تجاوز فيه الموقف الرسمي الداعم للعراق موقف الشعب، لم نلمس تهديدا ولا وعيدا كالذي لاقيناه من مساعديه، بل قابلنا بالإقناع وقوة الحجة، ونحن شباب يافعون قبض علينا رجاله نحرض على التظاهر والعصيان، وسأرى منه أمرا مشابها بعد أربعة عشر سنة حين أدخلت إليه وقد تأخر الليل في جلسة تحقيق أوائل يناير 2004، وهمَّ مُعد الشاي أن يقرب الصينية منه قبل أن يشير رحمه الله بإيماءة يغلبها الحزم والهدوء والوقار أن عليه أن يبدأ بالزائر، فهو في العرف الأخلاقي ضيفا حتى وإن كان قد جيء به مجلوبا للتحقيق، ذلك أن من كانت الأخلاق ثقافته تبقى تسري فيه مسرى الروح والدم في كل المواقف والأوقات، و تكرر الأمر معه رحمه الله حين شاركنا ضمن وفود غير رسمية في منتدى الدوحة الديمقراطية، المنعقد في مايو 2007، وجاءته زهاء مائة مفكر وسياسي من مختلف البلدان العربية وعرب المهجر تداولوا عوائق التقدم السياسي في البلدان العربية، وكانت جل شخصيات الوفود تبحث عن الرئيس الذي غادر السلطة طواعية قبل أسابيع وتريد اللقاء به، بل تريد اللقاء بأي موريتاني تلتمس منه ( بركة) و(اريج) التناوب السلمي على السلطة المسكوب في جزء ناء من وطن مسكون بحكم الوراثة العائلية والأفراد والانقلابيين..وقبل الافتتاح طلب منا: أنا والزميل محمد الأمين السالم ولد الداه، الزميل عثمان ولد آكجيل أن نذهب إلى الرئيس لزيارته في جناحه، عند دخولنا عليه استقبلنا واقفا مبتسما مرحبا مناديا على ابنه محمد الأمين ( جيب المعايلْ) الكراسي جيب ( المعايلْ) الشراب، ولم يترك الأمر له رغم إسراعه في التنفيذ بل توجه بنفسه إلى الصينية ودفع بها إلينا.. وكانت البعثات الصحفية تزدحم بكثافة امام جناحه كل فريق منها يريد مقابلة، لكنه بقي معنا يدير الحديث وأنواع الضيافة، وفي تلك الأثناء أدخل الحراس عليه موفدا تبين أنه مدير ديوان الأمير حمد وسلمه دعوته الرسمية للافتتاح، لكنه عاد إلينا مصرا على بقائنا معه في ذلك الوقت الضيق حتى إكمال الشاي الذي بدا إعداده من طرف ابنه في جو من التواضع والكرم فريد.

رحمه الله، وغفر له وباعد بينه وبين خطاياها كما باعد بين المشرق والمغرب