من حقنا أن نفخربه بعد رحيله كما كنا في حياته (تعزية)

أربعاء, 15/03/2017 - 00:01

فيا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطت للسماحة مضجعا

ويا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا

بلى وقد وسعت الجود والجود ميت ... ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا

فتىً عيش في معروفة بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا

ولما مضى معنٌ مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

والدي محمد عبد الرحمن أو دحماني كما نلقبه في سفر أخير. تحية الوداع تليق بالخسارة...

قاسية هذه الخسارة، ثقيل جداً هذا الفراغ. مربك هذا العراء.

يغادر ويظل مقيما في الزمن وفي جلال الذاكرة. دخل التاريخ بالصدق والعلم وحفظ العهد والود وإطعام المسكين وتربية اليتيم. ، غداً، لا يشبه الأمس بالمرة... فراغ كبير. طعم النهار يلامس العلقم: لا يعرف الشوق إلا من يكابده.

لكِ يا منازل في القلوب منازل. المتنبي اختصر الأزمنة باحتضان العاطفة لتحولات الأيام... الصمت الجليل يسكن لحويطات وتكانت عموما. يبدو أن نهاية كهذه تشبه أفولاً في عز الظهيرة، ليلاً في وضح النهار... .

كان دحماني يتسع للأزمنة والأحداث. ، كان تاريخا لوحده حافظا مجودا وأديبا متشبعا بأشعار العرب وسير الأولين عالما بالأنساب حكيما منفقا شكل مع والدتنا رحمهما الله فالة بنت سيد محمد ولد اكليب ثنائيا ضن الزمان بمثله في بيت أسس علي التقوي لاتسمع فيه سوي تلاوة كتاب لله و أحكام الفقه وأشعار العرب وسيرة الصالحين والحكمة والموعظة الحسنة.

حرص علي تحفيظنا كتاب الله أنا وإخوتي وتربيتنا وتعليمنا بأسلوب يجمع بين الحكمة واللين والصرامة دون إفراط أو تفريط يلاطفنا ويمازحنا بكل وقار واحترام كان بيته العامر يجمع الكبير والصغير القوي والضعيف صاحب الحاجة وعابري السبيل والساسة والعلماء واعيان المنطقة لكل مكانه وتقديره كان للجميع لم تقدر عليه التصنيفات ولا التخندق السياسي كان أبا ومرشدا ومصلحا وموجها لم يدخل علي سلطان طلبا لمال أو حظوة .

من حقنا أن نفخربه بعد رحيله كما كنا في حياته. لا يستطيع النسيان إلغاءه من التاريخ الذي صنعه من اجل أهله وعشيرته. إحساس باليتم وشعور بالضياع. وسنجهش بأنصاف الكلمات التي لن توفيه حقه.

دحماني رحمه الله عصارة ريادة أهل احمد ولد أعمر وعلم وحلم أهل احمد بن حبيب وحكمة وعظمة وورع والدته مسعودة بنت احمد ولد عبدي ولد التار وشقيقه محمد يحظيه وشقيقاته اميمة ومريم .

في بيته تربي أبناء أخواته وغيرهم كان عادلا في محبتهم وإكرامهم ومودتهم كما كان مع الجميع كان الناس يتدافعون بصدق إلي جثمانه الطاهر يتقاسمون الألم بمرارة الفقد .

رحمك الله يااحب الناس علي قلبي لن ننسي وجهك الوقور وثغرك الباسم وطلتك البهية وكلماتك الخالدة كنت صواما قواما عابدا زاهدا منفقا مخبتا صبورا حليما شكارا برا بوالدتك واهلك.

إلي جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء الي جانب امك واخواتك وجدك سيدي بوبكر حيث ووريت الثري ببلدة طيبة ورب غفور.

بارك الله في الخلف ورحم السلف .

من صفحة الزميل سيدي محمد ولد إدومو على الفيس بوك