من هو عبد المالك الموريتاني الذي روجت له القاعدة "صورة ومعلومات "

أربعاء, 02/11/2016 - 05:29

اعلنت جماعة مقربة من تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي عن إصدار عدد جديد من مجلة (الهدى)، ضمن حراكها الرامى إلى نشر أفكار التنظيم والترويج لأطروحاته الفكرية مواقفه السياسية مما يجرى فى العالم الإسلامي.

 

وقد كان لافتا منح غلاف العدد للشاب الموريتانى "عبد الملك ولد سيدي" الذى توارى عن الأنظار  بعد خروج حركة أنصار الدين والقاعدة من إقليم أزواد عشية التدخل الفرنسى بالمنطقة.

 

 

وأختار التنظيم أن يظهر القيادى بالقاعدة من بوابة الشعر، عبر قصيدته المعروفة " إني على الدرب ماض"، بعد أن ظل فقيه الحركة ومفتيها بكيدال، وأحد وجوهها الدعوية طيلة العقد الأخير.

 

ولد عبد الملك ولد سيدي بداية الثمانينيات فى منطقة "واد الناقه" بولاية أترارزه، وفى محاظرها حفظ القرآن وتعلم الفقه، قبل أن يلتحق بالعاصمة نواكشوط من أجل اكمال دراسته فى المعهد السعودى (قبل إغلاقه).

تأثر عبد الملك ولد سيدي بالطرح السلفى سنة 2000 ومع الغزو الأمريكى لأفغانستان كان الحماس قد أستبد به، وكان الجهاد الأفغانى قد أخذ حيزا كبيرا من تفكيره وشعره. وكانت منتديات التيار السلفى تتناقل أشعاره التى كان يطبعها بنفسه فى أحد المقاهى قرب السوق المركزى بالعاصمة نواكشوط، ويعرضها على أصدقائه قبل النشر.

 

ظل " عبد الملك ولد سيدي"  مهتما بأخبار أفغانستان دون أن يتجه إليها أو يتحرك باتجاهها، لكن مع بداية الحرب الأمريكية على العراق تحرك عدد من الشبان إلى الشمال المالى ضمن طلائع المنضمين الموريتانيين للجماعة السلفية للدعوة والقتال، وبعد اعتقال خلية نواذيبو، تصاعدت وتيرة الأزمة بين النظام القائم بقيادة العقيد معاوية ولد الطايع والتيار الإسلامي، وكان عبد الملك فى طليعة المطلوبين بوصفه مسؤول التجنيد المفترض فى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بموريتانيا، وأحد الذين وردت أسمائهم فى التحقيقات المنشورة من قبل الأمن، بوصفه عضو المكتب التنفيذى للجماعة الجديدة – قيد التأسيس- ، وأحد المفرغين للدعوة والتوجيه بالعاصمة نواكشوط.

 

تمكن عبد الملك ولد سيدي من التوارى عن الأنظار لأكثر من أربع سنوات، وفى سنة 2008 ظهر الشاب فى شوارع العاصمة نواكشوط مع عدد من رفاقه، عشية المواجهة المسلحة بين القوى الأمنية وعناصر القاعدة قرب "سنترمتير"، لكنه تمكن من الإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية للمرة الثانية، وغادر العاصمة باتجاه الشمال مع عدد من رموز التنظيم الذين كانوا يشرفون على العملية العسكرية، قبل انفراط عقد الخلايا المنضوية تحت لوائه بفعل المواجهة العسكرية مع النظام.

 

وقبل تفجير النعمة بشهر واحد، ظهر عبد الملك ولد سيدي فى مهرجان تعبوى للقاعدة بجبال الجزائر، وهو يحاضر ضمن مجموعة من رموز التنظيم فى دورة إعداد أشرفت عليها القيادة المركزية، وشارك فيها منفذ عملية النعمة ومنفذ عملية السفارة الفرنسية وآخرين.

 

ومع انتقال الحرب بين القاعدة والجيش الموريتانى إلى الأراضى المالية ظهر "عبد الملك ولد سيدي" من جديد ، اثر مشاركته فى معركة "وغادو" إلى جانب سبعة من مقاتلي القاعدة هم :

 

خالد أبو ذاكر الشنقيطي (الميمون ولد أمينوه) وقد كان قائد جماعة القاعدة فى المعركة

أبوبكر الشنقيطى

الحسن ولد اخليل (خبيب الشنقيطى)

أبو الدرداء الأنصاري

أبو بصير الأنصاري

أبو جابر الصحراوي

سليمان الأنصارى

وقد نجا "عبد الملك ولد سيدي" ورفاقه بفعل تأخر الجيش المالى عن القيام بالمهمة المسندة إليه، حيث تمكن عناصر التنظيم من الانسحاب إلى الطرف الموالى للحكومة المالية من الغابة تحت وابل من الرصاص.

 

ثم شارك القيادى بالقاعدة فى معارك الشمال، وتولى منصب الإفتاء فى "كيدال" التى ظل بها طيلة حكم أنصار الدين، بينما تولى رفاقه من الموريتانيين مهام قيادية فى "تيمبكتو" و"غاو"، وتوفى بعضهم فى معارك السيطرة على الشمال مثل " الميمون ولد أمينوه" أو بعد الخروج من المدن مثل "الحسن ولد أخليل" و" أبوبكر الشنقيطي" الذى توفى خلال الأشهر الأخيرة فى هجوم للقوات الفرنسية بالشمال المالى.

 

وبعد ثلاث سنوات من اختفائه أطل " عبد الملك ولد سيدي " من جديد عبر شبكة تابعة للتنظيم، حيث قدم سلسلة محاضرات عن شرح متن السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهى سلسلة ناهزت 15 حلقة ، تم تداولها بشكل كبير داخل التنظيم وعلى صفحات الانترنت التابعة له أو التابعة لمقربين منه.