أدي ولد آدبه يكتب : معرفة مدخلات "الحوار" تخيف من مخرجاته :

خميس, 20/10/2016 - 00:01

إن خوفي شديد من "مخرجات" الحوار المنتظرة، لأني رأيت أمس جانيا من "مدخلاته"ـ مثمثلا في اكتساح فاجع لصحون موائده، بدرجة تشبه اجتياح "يأجوج ومأجوج"، للأرض والمياه، حتى أن اللاحق منهم عندما يمر ببحر مربه سابقوهم: يصيح :"كان الماء هنا"!

حبات من كسكس شتيتة في صحون جرداء، نجت من ملاقط الملاعق غير المدربة، ونتف من بقايا صلطات، ونُفايات عصائر ومشروبات، عاثت فيها فسادا أياد، لا حظ لها من لباقة وأناقة ابرتوكول المطاعم، و لعل أوجع منظر من بقايا "مدخلات الحوار الوطني الشامل"، هي عظْم "الورك"، الذي لو تناولته أشرش الحيوانات المفترسة لما نظفته من لحمه، بتلك الدرجة، التي ستُبْكي مُسْلِمي الجِنِّ، الذين لن يجدوا فيه حتى رائحة اللحم، وسبغمغمون- في حنق - إن هذا العظم لم يعد يصلح إلا لكتابة الوحي، أيام تَنَزُّلهِ!

وحتى "المدخلات الرمزية"، لم تكن أحسن حالا، فقد غلبت عليها الشحناء، والمهاترات البذيئة، وسيول الشتائم، حتى وصلت لمعارك " داحس والغبراء"ـ وانتهك النفاق والتزلف، والتملق فيها الخطوط الحمراء لثوابت الدستور، واستهزئ بمبادئ السياسة، وقيم الديمقراطية.........

فيا خوفي على ثراوتنا المتناهبة من براثين هؤلاءالمَتخاورين، وياشفقتي على ثوابت الأمة ومقدساتها، من الإعلان النهائي ، فعلى ضوء المقدمات، تكون النتائج، وبحسب طبيعة "المُدْخَلات" تكون "المُخْرَجات"، وإني في انتظار إعلانها، لأشيح بوجهي، مقطبا، لا أكاد أداري اشمئزازي....

ومهما يكن...تذكروا جيدا قبل إعلان "المُخْرَجَات"...أن المَأمُورية الثالثة" الجمهوية الثالثة".... لا يجوز أبدا أن تكون من هذه "المخرجات"، وأن النشيد والعلم- كما هما الآن-ليسا من معوقات التنمية، في البلد، وأن تغييرهما -أيضا- ليس من دواعي النهوض به.. فهما لم يسيئا تسيير ثروات الوطن، ولم يهدرا مقدراته الكبيرة...وهما لن يصلحا أيضا ماعبثت به ثنائية السلط الفاسدة، والنخب الخائنة....فارحمونا وارحموهما يرحمكم الله..