ويل للحراطين من لحراطين ...

أربعاء, 20/01/2016 - 15:24

لم تعد مشكلة شريحة لحراطين تتمثل في العبودية بشقيها التقليدية والعصرية، ولا في تهميش طاقاتها الشابة فقط، بل أصبحت الشريحة تعاني ممن يحملون مشعل القضية، والذين زادوا الطين بلة، وكأنهم لا يريدون حلول جذرية لمشاكل هذه الشريحة وعلى رأس تلك المشاكل ظاهرة العبودية، حيث عمد هؤلاء إلى تفريق وتشتيت جهود الشباب الجاد في نضاله، بسياسية لم أشاهد أحقر منها قط، حيث يقربون الساذج الجاهل للحق والحقوق، المؤمن بهم كقادة لهم كلامهم الحقيقي المنزل، ولا يدري الساذج بأنه منزل ووحي من مصالح شخصية عليا، أما من لا يرفع القائد إلى عنان السماء، حتى فوق القضية نفسها، ومن يسأل القائد لماذا فعلت هذا؟ أو لماذا لم تفعل هذا؟ فهو في دائرة الشك، لديه مآرب لا يعرفها سوى القائد والقائد وحده، ثم يسر بها، إلى جنوده، احذروا فلان، إنه يد المخابرات، وقلبها النابض فينا... تتلقف العقول الضعيفة الكلمات بكثير من الحيوية، فيبدأ الهجوم، لكن هذا الصراع لا يزن مثقال ذرة، من الصراع الكبير، صراع القادة مع بعضهم البعض، فهو صراع الفيلة على عاتق شريحة أنهكها العوز، وهنا سأذكركم بتصريح لرئيس حركة إيرا 2011 بعد لقائه مع محمد ولد عبد العزيز، الذي قال فيه: إن الرئيس أخبره بأن الرئيس مسعود ولد بلخير أختلس 70 مليون، أما تصريح الرئيس مسعود ولد بلخير الأخير2015، فهو أقرب من ان ينسى، والذي قال فيه: إنه الزعيم الوحيد في شريحة لحراطين، وما قدمه لها لن يقدمه أحد في إشارة واضحة لرئيس حركة إيرا.

صراع في ظاهره من أجل القضية، وفي باطنه تحضر المصالح الشخصية، وقديما قال العرب، بأن مصار الرجال تحت بروق الطمع، ومن المؤسف أن تكون هذه الصراعات، على حساب شريحة مالبثت تبحث عمن يحمل قضيتها بصدق وأمان، في ظل وعي متزايد في الشرائح الأخرى بضرورة الوقوف جنبا إلى جنب، مع قضية شريحة لحراطين، التي أصبحت تعاني على معانتها الأولى من قومها الذين ضربوا بقضيتها عرض الحائط، وآثروا القوة والشهرة والمال.

وهنا على شباب الشريحة، أن يثوروا على هذه الخشب المسندة، المصابة بجنون العظمة، وأن يمسكوا بزمام المبادرة، وذلك لن يحصل بدون الثقة المتبادلة، ووعي تام بالقضية، التي لم تبرح مكانها بسبب تلك الخلافات والشد والجذب، بين المناضلين، هذا إن أرادوا إصلاحا، وإلا فسيظلون عالة على القضية، وحجر عثرة تحول دون التقدم، ودون تحقيق مطالبنا التي نسعى من خلالها إلى دولة العدالة والمساواة.

السالك عبد الله