الكشف عن خلفيات لقاء ولد الغزواني بسياسيين وعسكريين سعوديين

جمعة, 25/12/2015 - 15:35

أكد محمد محمود ولد محمد الأمين، سفير موريتانيا لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده ستسعى لضم عدد من البلاد الأفريقية إلى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، متوقعا أن تشهد الرياض بعد 14 يوما، اتفاقية دفاعية بين البلدين، مؤكدا أن بلاده تقف إلى جانب استعادة الشرعية في اليمن

وأوضح الأمين أن الفريق محمد الشيخ محمد الغزواني، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، بحث أمس في الرياض، مجالات التعاون المشتركة في المجالات الفنية والدفاعية، والتدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك

ولم يستبعد السفير الموريتاني، توقيع اتفاقية دفاعية بين البلدين في الأيام المقبلة، مبينا أن اللجنة الحكومية السعودية - الموريتانية ستجتمع بين يومي 6 و7 يناير (كانون الثاني) بالرياض، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، إلى جانب المجالات السياسية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى

ولفت إلى أن الاجتماع الذي عقده مع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مع قائد الجيوش الموريتانية، بحضور محمد العايش مساعد وزير الدفاع، والفريق أول ركن عبد الرحمن البنيان، رئيس هيئة الأركان العامة، جاء بناء على دعوة من نظيره السعودي

ووفق الأمين، سيتطرق اجتماع اللجنة المشتركة في بلاده، إلى طرح مشروع الاتفاقيات التي هي في طور الدراسة لدى الجانبين، وتشمل كل المجالات التي يمكن للبلدين أن يتعاونا فيها، متوقعا أن يخرج اجتماع اللجنة المقبل بصيغة نهائية للتوقيع على تلك الاتفاقيات، مشيرا إلى أن الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة سيرأس الجانب السعودي، بينما يرأس الجانب الموريتاني، ألناها بنت حمدي ولد مكناس، وزيرة التجارة والصناعة والسياحة"

وأكد أن الاستراتيجية السعودية التي أثمرت عن إطلاق التحالف الإسلامي تهدف إلى صنع تكتل إسلامي قوي يرعى مصالح البلاد الإسلامية، ويوفر لها الحماية والأمن، فضلا عن عمله شريكا دوليا أصيلا، لبسط الأمن والسلام في العالم، مشيرا إلى أن العلاقة السعودية - الموريتانية تمر حاليا بأحسن حالاتها على مر التاريخ

وقال الأمين: «إن موريتانيا ستعمل من خلال مشاركتها في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب على جذب جميع الدول الأفريقية التي تتمتع بعضوية في منظمة التعاون الإسلامي، للانخراط في هذا الكيان الجديد لتنضم إليه، وأتوقع أن يصل الجميع إلى قناعة تامة بضرورة ذلك يوما بعد يوم

أما فيما يتعلق بنية انضمام القوات الموريتانية إلى قوات التحالف التي تقود «عاصفة الحزم» في اليمن لاستعادة الشرعية، أكد الأمين أن بلاده، حسب علمه، لم يسبق أن طرح عليها الأمر، غير أنه أوضح أن موريتانيا مع استعادة الشرعية لليمن، باعتباره جزءا أصيلا من الاستراتيجية العربية الكلية التي تهدف إلى توفير الأمن واستعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية"

وقال الأمين: "إن إطلاق التحالف الإسلامي قرار حكيم، وذلك لأن الدول الإسلامية أحوج ما يكون لمثل هذا الكيان، كونه يمثل نقطة التقاء في ظل بعض الدول التي اجتاحها الإرهاب، وأخرى تسودها الفوضى وبعضها ينهار حاليا». وأضاف الأمين: «على الأقل فإن الدور المطلوب من هذا التحالف يقرب الرؤى والأفكار المشتركة بين الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي من وقت إلى آخر من هذا القبيل، وهذا سيفضي إلى التعاون بين الدول في مجال الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية"

وزاد: "ستكتشف البلاد الإسلامية يوما بعد يوم أهمية هذا التعاون، خصوصا أن عالم اليوم أصبح عالم تكتلات، وبالتالي فإن العالم الإسلامي يتمتع بطاقات هائلة تمكنه من صنع أهم وأفضل وأقوى التكتلات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية، ولكن للأسف غير موظفة حتى الآن بالشكل المطلوب، الأمر الذي يجعل من هذا التحالف الإسلامي فرصة كبرى لتوظيف هذه الطاقات، وصناعة تكتل إسلامي يخدم مصالح شعوبها وأمنها".

الشرق الأوسط