رحم الله الشهيد الذي وحدنا حيا وميتا

جمعة, 25/12/2015 - 13:13

للتاريخ نصيب من الرجال وهناك رجال يصنعون التاريخ ويتركون عليه بصماتهم الحضارية ,تكتب عنهم أشياء كثيرة ويسجل فعلهم في الذاكرة الجماعية للأمة, ولا شك أن فقيد الأمة وشهيد عمل الخير أحمدو ولد عبد العزيز في طليعة هذه الزمرة الفائزة بحظوة التاريخ وقليل ماهم …

هناك أشياء في منتهى الأهمية تتعلق بذاكرة هذه الأمة وربما يكون بعضها غاب عن عقول المعزين والكتاب المتناولين لهذه الهزة العميقة التي أصابت الأمة الموريتانية , لقد كان الموريتانيون كعادتهم اذكياء وتداعوا إلى بيت رئيس الجمهورية بجميع أطيافهم وفئاتهم وحتى بجميع أفرادهم الموسومة بالتطرف , وربما يكون السر في هذه الهبة الشعبية غير المسبوقة في تاريخ البلد ليس فقط لكون الشهيد نجل رئيس الجمهورية ,هناك سر آخر يتعلق بهذه الجوهرة النادرة وهو الحالة الفريدة التي ابتدعها الشهيد المرحوم أحمدو ولد عبد العزيزفي نمط حياته وتعاطيه مع أحداث البلد ,وسلوكه النادر والمميز,نفس عصام سودت عصاما …..وعلمته الكر والإقداما …وصيرته ملكا هماما …. حتى عدا وجاوز الأقواما ….فالشبل الشهيد على حداثة سنه كان حصيفا إلى درجة لاتتصور كان شاهدا وشهيدا على أحداث كبيرة شهدتها البلاد وهزت العباد ,لقد تعرض والده لأكثر من هجوم ونال البعض من عرضه وعرض عائلته وحتى المرحوم الشهيد نفسه لم يسلم في حياته من سهام النقد الهدام , ومع كل هذا لم ينبس بكلمة ولم يتفوه بتصريح ولاحتى تلميح , بل قابل كل ذلك بفعل الخير,لقد كان يمتثل الآية القرآنية والحكمة الربانية ؛”“وَ لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ”هذا هو المنهج الذي تربى عليه شهيد الأمة وسار عليه في حياته وهو بعيد تمام البعد عن الكثير من مسالك أبناء رؤساء العالم العربي والإفريقي ,لقد اختار طريقا للسيادة غير السياسة ,وإذا كان المصير المحتوم قد إختطفه منا فقد إختطف شمعة تحترق لتضئ للشعب الموريتاني دروب الحياة ,شمعة علمتنا على صغرها دروسا من العطاء وكظم الغيظ والمسالمة ماستخلد به في نفوسنا جميعا ,فقليل من الرجال من يعطي وهو تحت الأرض والشهيد أحمدوا ولد عبد العزيز يعد اليوم على رأس الموريتانيين القلائل الذين منحوا لأمتهم مالم يمنحه أحد لقد وحدنا بعد موته فإى مزية أكبر من هذه ؟ فإلى جنان الفردوس يامن كان هذا صنيعك……لقد كانت حياتك مفخرة وموتك مفخرة وهذا هو السر في تجلد رئيس الجمهورية وصبره لقد فهم بسرعة كعادته أن هذا مصاب أمة بكاملها ولذلك امتثل تعزية الإعرابي لعبد الله بن عباس؛إصبر نكن بك صابرين وإنما….صبر الرعية عند صبر الراسخير من العباس صـبرك بعده….والله خير منك للـــــعباسا

بقلم / الشيخ سيدي محمد ولد معي