أبرز نواب الكتيبة البرلمانية : نحتاج أفضل مما كان وليس هنالك ما يشكل خطرا على الحكومة / مقابلة

أربعاء, 14/08/2019 - 22:51

نوافذ (نواكشوط ) ــ قال النائب البرلماني وأبرز وجوه الكتيبة البرلمانية التي دافعت عن شرعية انقلاب 2008 إن الموريتانيين في مرحلة يحتاجون فيها إلى أفضل مما كان ، وهو إبعاد كل ما يثير الشك أو الريبة ويثير نفوس الناس ، أو يلطخ الحياة العامة وشفافيتها ولو كان هذا الأمر مشروعا لكنه غير مقبول سياسيا .

وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن أهم ما ينتظر من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني هو أن ييتمسك ويدافع بما قاله في برنامجه الانتخابي ، وأن يبتعد عن كل شيء يلطخ الحياة العامة وشفافيتها ولو كان مشروعا لكنه غير مقبولة سياسيا .

وعبر ولد ببانه يأمل في أن الرئيس "لن يلطخ نفسه بأي شيء يمكن أن يؤثر على شفافية الحياة العامة أو نظرة الناس لأن الأمور مستويات بإمكاننا أن نكون في مستوى معين كنا نكتفي بمحاربة الفساد لكن أمور أخرى تكون عادية في ظروف معينة ،  لكن في مرحلة أخرى نحتاج أن نكون أفضل من ذلك ، محتاجين لأن كل ما يثير الشك أو الريبة ويثير نفوس الناس إذا كان بالإمكان أن لا يقام به حتى ولو كان مشروعا لا يتم القيام به .

ورأى ولد ببانه أن موريتانيا أمام مرحلة جديدة وحكم جديد فيه رئيس جديد هو المعني بتحقيق هذه الأهداف والحكومة وغيرها أدوات يتم العمل بها لتحقيق هذه الأهداف التي تشكل العقد الاجتماعي بين الشعب والرئيس مشددا أن ثقته في أن الرئيس سيكون على مستوى التحدي سواء بهذه الأدوات التي تم اختيارها الآن أو بأدوات أخرى ، والتحدي عليه بالأساس ويرجو أن يكسبه .

الأغلبية يجب أن لا تكون شيطانا أخرس

وفي الوقت الذي أكد فيه أن الأغلبية ضرورية للبلدان نبه ولد ببانه إلى أنها يجب أن لا تكون ساكتة عن الحق ولا تعطي رأيا ، موجها  نداء للرئيس أن هنالك نوعا من البطانات والمقربين منطقه يجب أن يتوقف وهو منطق التخوين لمن يبدي رأيا ووصفه بالمعارض ، منطق البقاء تحت العباءة فهذا هو الذي يفسد ، "أطالب الرئيس أن يقرب الصادقين ويعتمد الصدق وأملي أن يأخذ بكل الأفكار التي تجمع كل الموريتانيين "

ونفى ولد ببانه أن تكون موريتانيا مقبلة على صراع بين السلطة التنفيذية والتشريعية ، قائلا إنه لا حظ بعض التذمر الذي قد يكون مشروعا لمن عبر عنه ...فالطموح ليس فاسدا ، إلا أنه ليس هنالك ما يشكل خطرا على استمرارية وأداء السلطة النفيذية أو يشكل خطرا عليها بحجب الثقة " لم أر وضعيته مع أن الإجراءات لم تكتمل لأن الرئيس قد يكون في صدد الدعوة لحوار حسب ما يفهم من حديثه في الانتخابات ، الرئيس لديه رؤية لتسير البلد من خلال المشروع وآليات تطبيقه وأهم ما يهمني أن يستمع إليه :

الجانب الاجتماعي : الذي يتطلب تدخلا اجتماعيا خاصا

العدالة : لديها علاقة قوية بالتنمية وينبغي أن يكون أي مواطن مطمئن على مخرجات أحكامها

التعليم :

هذه المسائل الثلاثة الحكومة والرئيس مطالبين بقطع أشواط سريعة وجادة فيها ، أما نحن فيجب أن نكون إيجابيين جميعا مبدئيا ،يجب أن لا نحاول عرقلة الأمور قبل البداية بل نعطي الفرصة ونتابع ونراقب .

البرلمان الحالي انتخب في حالة جنونية مخرجاتها لا يمكن أن تكون راقية

وقال ولد ببانه "إن البرلمان تم انتخابه قبل عام ولست راض عن طريقة انتخابه لأن حجم الاهتمام به كان حالة جنونية داخل المجتمع الموريتاني ، فليس فيه أحد يمارس أي مهنة له القدرة أن يعلق صورته على حائط إلا ترشح ، ومخرجات عملية الاختيار التي مدخلاتها كهذه لا يمكن أن تكون راقية مطلقا وهنالك أمثلة جيدة ...ففي ظروف انتخاب البرلمان الحالي  كانت الناس مصابة بهوس دخول البرلمان على أسس طمع في المشاركة في مستقبل البلد الاقتصادي والسياسي ، وهذا طموحهم المشروع لكن أليس من حقنا كشعب أن يكون لنا طموح أن تكون نتيجة الانتخابات الأخيرة تخدمنا ، مع كل ذلك هذا يقدره الرئيس فهو من يقدر قدرة كفاءة صلاحية مجمل المؤسسات الدستورية ، وهو الذي أعطاه القانون الحق في اتخاذ القرار المناسب حين يظهر له أن مؤسسة معينة غير قادرة على أن تكون مشاركتها إيجابية فيما يريده له .

تشكيل الحكومة حق دستوري للرئيس

وشدد ولد ببانه أن تشكيل الحكومة حق دستوري للرئيس في نظامنا الرئاسي الرئيس وحده هو المعني فيه بتشكيل الحكومات على ضوء قدرتها وكفاءتها في تحقيق الأهداف التي التزم بها للمواطنين ...مضيفا " لا أدعي معرفة الحكومة شخصيا  سمعت البعض تحدث عن مشروعية مطالبه في المشاركة وإن كان محقا مبدئيا في ذلك إلا أنه من الناحية القانونية حق اختيار أعضاء الحكومة من حق الرئيس وتقييمهم من خارجه يجب أن يتم بعد مرحلة معينة .

التكنوقراط مهيأ في كل وقت أن يكون سياسيا

واعتبر ولد ببانه  أن التوازنات التقليدية لم يتم احترامها  بشكل عام وأعتقد أن هذا المسار بشكل عام يحكم عملية الاختيار في البلد منذ أمد بعيد والمحيط السياسي الذي يعمل فيه الرئيس والحكومة لا يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها من أجل أن تتمكن الفعاليات المختلفة من الولوج لما تبحث عنه من خلال كياناتها ، مع العلم أن الفعاليات غير الحزبية لا يمكن أن يتم الحديث عنها ولا تعميق مشاركتها لأنها مخالفة لبنية التطور ، والتقدير في كل ذلك  متروك للرئيس .

وأضاف ولد ببانه أن تصريح الوزير الأول  كان واضحا في أن التكليف بحكومة كفاءات ، وهذا يحدث في الدول خاصة حين يكون هنالك شك في أن الوضع السياسي ليس في المستوى الذي يتطلب أن تفتح معه المشاورات في تشكيل حكومة معينة .لأي اعتبار كان وبالتالي قد يلجأ لحكومة الكفاءات لكي تسير الجانب الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين لحين حدوث ظروف سياسية قد تكون أكثر وضوحا لمن يحكمون وهذا ما قد يفهم من الطريقة التي تم تشكيل الحكومة بها .

وتحفظ ولد ببانه على وصف الحكومات الماضية بأنها حكومات سياسية ، معتبرا أنها حكومات  تشكل ويكون فيها السياسيون وغيرهم مع أن الإشكال ليس في السياسية ، وإنما الآلية والخلفية ، فحين لا تفتح مشاورات علنية مع الأحزاب كلما يأتي في الحكومة يدخل في زاوية أن الرئيس له الحق دستوريا وسياسيا في تشكيل الحكومة ويؤمن مواصلة العمل الحكومة من خلال أغلبية داعمة له سواء اختاروها أو لم يختاروها شاركوا أو لم يشاركوا في عملية اختيار الوزراء هذا لا يغير من الحقيقة الماضية شيئا .

وتساءل ولد ببانه  ما هو المعيار الذي يكون به السياسي سياسي ...فالماضي القريب حين يكون شخص في الوظيفة يكون سياسيا ، وقبلها يكون تكنوقراط وهذا فيه شيء من قلة الوضوح لأن الشخص الموريتاني مهيأ في كل وقت لأن يكون سياسيا ..والسياسي بدوره حين يتعب يصبح تكنوقراط ...وما يحدد هذه العملية في العالم هو الأحزاب والانتخابات البرلمانية ...فالحزب حين يدخل في الانتخابات ويحصل على نصيب يعامل على أن له دورا في تسيير البلد ، لكن طبيعة مجتمعنا ومن يتعاطون السياسة فيه ليست دقيقة ، وحتى البرلمان ، وبالتالي كل هذا يحتاج لحسن التقدير من طرف القائمين على تسيير البلد ولا تمكن محاسبتهم عليه إلا بعد فترة ، والرغبة لا تحدد مصداقية الحكومة ....

يجب أن لا نخلق إشكالا للرئيس ولا الحكومة

واعتبر أن لديه ملاحظات في تسيير الاغلبية للحكم في مرحلة من المراحل وليس فيها سر ، لكن مطالبه كانت  تنموية لا شخصية ورؤية الرئيس الحالي هي رؤيتنا ونعتقد أن لديه القدرة على تطبيقها والأدوات التي سيطبق بها برنامجه يجب أن لا نضع له العصي في الدواليب ويجب أن لا نخلق إشكالا للرئيس ولا الحكومة التي تضم كفاءات جيدة رغم ملاحظة طرح البعض مطالبه بالمشاركة في تسيير الشأن العام

تركة عزيز طويلة وعريضة

واعتبر ولد ببانه أن تركة الرئيس محمد ولد عبد العزيز طويلة وعريضة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وليس في وارد تقييم نهايات المرحلة الماضية في جميع المسارات بقدر ما يريد أن يمر مرورا سريعا على التقييم العام لأنه  كان مشاركا في جزء من المرحلة الماضية على الأقل، وفي جزء شارك بالمساندة والدعم بوصفي نائبا .. وعلى العموم هي مرحلة كانت فيها إيجابيات كبيرة ومآخذ تدرجت مع الزمن لتكون نهاياتها إيجابية سياسيا لأنها كرست التناوب السلمي على السلطة .

وشدد أن هنالك تحديات تواجه الحكومة ، مضيفا أن جميع  المعطيات تؤكد أن الرئيس  ربما لديه القدرات الكافية لتجاوز مثل هذه الأزمات إن حدثت ، فهنالك عمل حكومي يتطلب مستوى من الرعاية لا بد له من شخصية على مستوى معين يمكن أن تكون مجهوداتها قادرة على حلحلة الأمور بشكل إيجابي ، لكن من المناسب أن تعطى لها الفرصة ...فالحكومة لديها تحديات يمكن تجاوزها بالإصرار من طرفهم ورعاية من السلطة السياسية ، هنالك إشكاليات أهمها الاقتصاد والمسار السياسي والتنموي ومحاولة تنفيذ برنامج الرئيس في الحملة خاصة في الجانب الاجتماعي لأنه ملح سواء في الأسعار أو في الطبقات المهمشة المشاريع المنتظرة في المناطق الهشة ،و الوكالة التي تم التحدث عنها ...

كما تنتظر الرئيس والحكومة تحديات في العدالة التي تحتاج أن تكون على مستوى تطلعات المواطنين ويجب التركيز عليها بشكل جدي لأن المواطن ينتظر منذ أمد أن تتطور بشكل مرضي حتى يكون القانون هو سيد الموقف وتأخذ العدالة مجراها في توصيل الحقوق لأصحابها .

وفي التعليم يوجد تحدي تنزيل المدرسة الجمهورية على أرض الواقع والقضاء على إشكالات مثل عدم التجانس وعدم التغطية ...إذن العدالة والتعليم وتوفير فرص العمل للشباب هي أبرز التحديات ، وحين تأخذ الحكومة هذه التحديات ستكون قد قدمت شيئا والأساسي ليس الحكومة .

وحول إشكالية مواصلة النهج تساءل ولد ببانه لما ذا لا بد لنا من نهج جديد ؟ مجيبا علينا أن نبني على الصالح ونصلح الفاسد ، ونتجنب الصدام بين مرحلتين ، فنحن كنا في مرحلة فيها رئيس منتخب لديه أغلبية نجحت في أن يكون لها رئيس جديد منها عليه أن يبني على ما كان ويصلح ما كان فاسدا دون قطيعة لا ضرورة لها .

حوصرت لرأيي ولم أكن محببا عند القادة

ولد ببانه تحدث عن المحاصرة التي تعرض لها  في آخر أيام عزيز ، ومحاولة البعض أن يصنع من رأيه  قضية في مرحلة من المراحل ، لدرجة أن أحد أصدقائه حدثه أن شخصية سامية في الدولة قابلته لتحذره منه بحجة أن الدولة لا تحبه وليس معها .

وأكد ولد ببانه أنه في العشر سنوا الماضية لم يعارض عزيز لكن كان له رأي يخالفه في بعض من المضامين وتم استدعاؤه من شخصيات نافذة طلبت منه أن لا يعبر عن آرائه الخالفة ، فأبلغها برفضه ذلك  .

أنا من الحزب الحاكم لكنه ليس بخير

وشدد ولد ببانه أنه ما زال من الحزب الحاكم بإرادته الحرة ، مع ملاحظته أن كل الأحزاب بموريتانيا ليست بخير ،  ومستوى ارتباط الناس فيها يخضع للكثير من الاعتبارات ، ومن هم فيها هم المرتبكون بين الحكومة والبرلمان والسياسة والدكاكين ، وهذا المحيط وهذه المجموعة التي تتعاطى السياسة في البلد لم تستطع أن تفرز أهل الاختصاص في أي ناحية من النواحي ، وبالتالي سيتواصل التيه ، والسلطة ستكون الحكم وحسب توجهاتها يتحدد كل شيء ، وهذه معضلة مطروحة لكل الأحزاب وليس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وحده ، والأحزاب ليست دينا وإنما كيانات تهدف لتحقيق المصالح .

وأضاف ولد ببانه أنه كانت لديه بعض من الملاحظات في قدرة الحزب الحاكم في المرحلة الماضية في المرحلة التي كان فيها أكثر قوة والسبب أن الإدارة السياسية كانت تمر بما تمر به الأحزاب السياسية لأن القيادات لم تكن منتخبة ، وأملي في أن أهله يحاولون المحافظة عليه ، ويدركون أن البقاء في الحزب يجب أن يكون على أساس كفاءة إدارته وقدرتها على تحقيق الانسجام بين مكوناته لا على أساس إرهاب نفسي مبني على الخوف من السلطة .

من المشاركة إلى المسايرة

وسرد ولد ببانه مسيرته في العشرية الأخيرة قائلا إنه في المأمورية الأولى كنت مطمئيا لمستوى الإنجاز في البنى التحتية ، وفاعليته في هذه المرحلة كان سببها أنه وجد فريقا حاول أن يبني البلد و لديه مجهودات تنموية أساسية وضرورية للبلد ، أما في المرحلة الثانية (المأمورية الثانية ) فقد تناقص حجم المجهودات التنموية المطلوبة وحدثت أخطاء عبرت عنها في حينها ...وكانت لدي وجهة نظر لا أفتخر بها ولم يتم زجري عنها ...وحين شارفت المأمورية على الانتهاء كنت مع مجموعة داخل النظام كان لدينا تفكير خاص بنا حتى في المشاركة في الانتخابات وكان لدينا مرشح ليس هذا المرشح الذي دعمناه ونجح ولم يقل لنا أحد شيئا ...هذا المرشح هو مولاي ولد محمد لغظف .

حكاية ترشح مولاي ولد محمد الاغظف

وعن حكاية ترشح مولاي ولد محمد الأغظف قال ولد ببانه إن المعارضة كانت تقول إن تفكير الأغلبية تفكير أحادي ، لكنها لم تكن تدرك ــ أو بعضها ــ أنه كان لدينا تفكير مغاير ، فقد تواصلت مع مولاي ولد محمد الأغظف وأعلن لي أنه مترشح للرئاسة ووعدته بدعمه لاشتراكي معه في ظروف أظهرت لي كفاءته الجديرة بالاهتمام والتطوير ، ثم تواصلنا مع أشخاص في النظام وخارجه من المستقلين ، وبعد فترة ظهر لنا أن هذا الترشح قد يكون بعد إعلان ترشيح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يجب أن يتوقف لاعتبارات وحدثت نقاشات واتفقنا في النهاية على ذلك .

خرجت من البرلمان بإرادتي

وعن خروجه من  البرلمان قال ولد ببانه إنه كان بإرادته ، فقد كان بإمكانه الترشح واحتمال نجاحه قوي لكنه رفض لأنه يريد للطامحين تجريب حظهم ، كما أن الظروف السياسية داخل الأغلبية لم تكن مناسبة والمقعد لا يساوي عنده أن يترحل في مكان الترشح ...كما أن شيوخه في الحزب والحكومة لم يكونوا بحاجة له ، ورئيس الحزب لم ألقه لأعرف انطباعه لكن الفريق السياسي الذي يشكل الإدارة السياسية للحكومة في تلك المرحلة لا يخفى أنني غير متجانس مع رغبتهم في التواجد في البرلمان لذلك تركت البرلمان ، وخرجت البلد من أجل الدراسة ورجعت قبل الانتخابات بقليل .